تعزيزات سورية وتركية عسكرية متقابلة باتجاه شرق الفرات

• ترامب: استقالة ماكغورك استعراضية
• أكراد العراق يتحركون سياسياً لتقليل خسائر نظرائهم السوريين

نشر في 24-12-2018
آخر تحديث 24-12-2018 | 00:05
سوريون مدعومون من تركيا قرب جرابلس أمس (أ ف ب)
سوريون مدعومون من تركيا قرب جرابلس أمس (أ ف ب)
رغم احتفاظ القوات الأميركية بمواقعها خصوصاً منبج، دفع الرئيس السوري بشار الأسد بوحدات عسكرية باتجاه مركز ثقل الأكراد شرق نهر الفرات، تزامناً مع وصول تعزيزات تركية مقابل المنطقة ذاتها إضافة إلى استهداف أنقرة مواقع كردية في العراق المجاور.
مع توالي تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سورية، توجهت وحدات من الجيش السوري نحو ريف دير الزور الشرقي تمهيداً لبدء عملية عسكرية، في المنطقة ذات الأغلبية الكردية، التي تترقب هجوماً تركياً.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام الموالي للنظام، فإن الجيش السوري سحب جزءاً من وحداته والقوات الرديفة برفقة معدات عسكرية وعتاد وذخيرة وأسلحة ثقيلة، من محيط محافظة إدلب باتجاه المنطقة الشرقية، أرسلها إلى ريف دير الزور الشرقي، قبالة الجيب الأخير لتنظيم "داعش" الواقع في مدينة هجين والقرى والبلدات التابعة لها عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

وأكد المكتب الإعلامي لـ"قوات النمر"، فإن "فوج الطراميح" تلقى إشعارات بالتوجه من جبهات ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي إلى دير الزور، مبيناً أن سحب القوات يأتي لبدء عملية عسكرية شرق الفرات، ضد "داعش".

تعزيزات تركية

في موازاة ذلك، أفاد المرصد ووكالة "دمير أورين" بأن تركيا أرسلت تعزيزات "هي الأكبر منذ سنوات" تشمل نحو 35 دبابة و100 مركبة بينها شاحنات بيك أب مزودة بمدافع رشاشة وأسلحة ثقيلة على متن ناقلات مدرّعة إلى منطقة تقع قرب نهر الساجور بين جرابلس ومنبج ولا تبعد كثيراً عن الخطوط الأمامية لمجلس منبج العسكري الكردي.

وأكّد قيادي في فصائل المعارضة وصول هذه التعزيزات، موضحاً أن تركيا طلبت أيضاً من الفصائل الموالية لها "إعلان حالة التأهّب، لكن من دون التوجّه إلى المنطقة التي أرسلت إليها التعزيزات".

في الأثناء، أعلنت هيئة الأركان التركية استهداف سلاح الجو مناطق تابعة لحزب العمال الكردستاني بجبال قنديل وهاكورك ما أسفر عن تدمير ملاجئ ومستودعات وتحييد 6 "إرهابيين" حاولوا شن هجمات على قواعدها العسكرية.

ملء الفراغ

وبعد ساعات من فتح الرئيس الأميركي الباب أمام تركيا لملء الفراغ شرق الفرات، دعم رئيس الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري هذه الفكرة، مؤكداً أنه يمكن تعزيز وزيادة دور قوى الثورة والمعارضة بالتوازي مع الدور التركي الداعم لها في شمال شرق سورية، وفي عملية أستانة كعملية داعمة ومكملة لعملية المفاوضات السياسية الرامية لتحقيق الحل السياسي في سورية برعاية الأمم المتحدة.

وفي أول تعليق للمعارضة السياسية على قرار ترامب، كتب الحريري في سلسلة تغريدات عبر "تويتر": "الانسحاب التدريجي سيكون مع استمرار العمل على تحقيق أولويات أميركا في المنطقة، وهي محاربة الإرهاب وخروج إيران من سورية والحل السياسي عبر تطبيق 2254 برعاية أممية".

وقال الحريري" "لدينا معلومات مؤكدة وبالتفاصيل عن استنفار إيراني على مستوى القيادة وحشود عسكرية كبيرة في العدد والعتاد تقوم بها ما تبقت من قوات النظام والميلشييات الإيرانية".

استقالة ماكغورك

وقلل ترامب من أهمية تقديم المبعوث الخاص إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك استقالته، أمس الأول، إلى وزير الخارجية مايك بومبيو،، قائلاً: "ماكغورك لا أعرفه شخصياً، وقد عينه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015، ومهمته كانت ستنتهي في فبراير القادم، لكنه استقال الآن، أليس هذا ضرب من التصنّع؟ والإعلام الكاذب يضخم هذه المسألة التي لا قيمة لها".

وأضاف ترامب، فى تغريدة على "تويتر"، "لو أعلن رئيس غيري سحب القوات من سورية بعد هزيمة داعش، لأضحى البطل الأكثر شعبية في أميركا، لكن الإعلام الكاذب يهاجمني بقسوة لأنني أنا من أعلن سحب القوات من هذا البلد".

سياسة إسرائيل

وفي تغريد مماثلة، أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، التأكيد على أنه سيواصل عملياته ضد التموضع الإيراني في سورية وعند الحاجة سيوسع رقعتها، مؤكداً أن "قرار إخراج ألفي جندي أميركي لن يغير سياستنا المتواصلة".

وأضاف نتنياهو: "تعاوننا مع الولايات المتحدة مستمر بكل قوة في العديد من المجالات، على الصعيدين العملياتي والاستخباراتي وفي مجالات أمنية أخرى".

واعتبر رئيس أركان الجيش غادي أيزنكوت، أن "الانسحاب الأميركي مهم"لإسرائيل، لكنه لن يؤثر على قدرتها على حماية نفسها أو الرد على إيران وحزب الله"، مطالباً بعدم المبالغة بشأنه. وأضاف: "منذ سنوات ونحن نتعامل مع هذه الجبهة بمفردنا وبصورة مستقلة. نعمل وفقاً لمصالح إسرائيل".

إعادة تموضع

في العراق، قال النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري، إن "قرار ترامب كان مستعجلاً ويدلل على وجود قرار أميركي لاحق سوف يعلن"، مضيفاً أن هناك احتمالاً كبيراً لإعادة تموضع هذه القوات في إقليم كردستان.

وأشار الجبوري إلى أن "المنطقة الرخوة على الحدود السورية العراقية تقع بين محافظتي نينوى والأنبار في منطقة الطريفاوي والتنف"، موضحاً أن "قيادة العمليات المشتركة بدأت فعلياً بدراسة معالجة هذه الثغرة".

مقترح صالح

في السياق ذاته، نفى الرئيس العراقي برهم صالح تأييد مقترح بشأن وضع أكراد سورية بعد الانسحاب الأميركي، يتضمن أن "يأتي قياديون من حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل إلى السليمانية ثم يزورون دمشق لاستعادة الحرارة والعلاقة القديمة بما يشمل عودة الجيش وحرس الحدود السوري إلى جميع نقاط الحدود السورية مع تركيا والعراق، إضافة إلى عودة العَلم السوري الرسمي وعناصر السيادة إلى مناطق شرق الفرات".

واعتبرت رئاسة الجمهورية أن صالح يدعم جهود الحل السلمي لإنهاء دوامة العنف العبثي في الجارة سورية، لكن الأنباء الواردة عن هذا المقترح غير دقيقة.

نتنياهو يلوح بتوسيع رقعة استهداف إيران بسورية وقائد أركانه يطالب بعدم المبالغة بشأن الانسحاب الاميركي
back to top