بالتزامن مع رفع الولايات المتحدة وجودها العسكري بمياه الخليج لأعلى مستوياته منذ عام 2001، رأى القائد العام لـ «الحرس الثوري» الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، أن وجود البوارج الأميركية في الخليج مجرد خدعة تقوم بها واشنطن التي تشدد عقوباتها على طهران لإرغامها على إبرام اتفاق شامل بشأن برنامجها النووي وأنشطتها في المنطقة وتسلّحها الصاروخي.

وقال جعفري، في تصريحات على هامش المرحلة الختامية من مناورات «النبي الأعظم» للقوة البرية التابعة للحرس التي أجريت أمس الأول قرب شواطئ الخليج وجزيرة قشم، تعليقا على دخول حاملة طائرات وبوراج أميركية وغواصة ذرية لمياه الخليج، إن وجود هذه السفن الحربية لخداع دول المنطقة، والإيهام بأنها توفر الأمن لها، مضيفا أن بلاده تأمل ألا تنخدع هذه الدول بذلك.

Ad

وبعد أن هدد في وقت سابق بإغلاق مضيق هرمز أمام صادرات النفط من دول المنطقة، في حال تمكنت واشنطن من فرض حظر شامل على إمدادات النفط الإيرانية، أكد جعفري أن بلاده «توفر أمن المنطقة ومضيق هرمز والدول الصديقة، وأن المناورات التي أجريت تأتي ردا على مزاعم الأعداء».

وأشار إلى أن بلاده مستعدة للرد على أي ضربة تتلقاها من الأعداء بـ10 أمثالها. ودعا المسؤول العسكري إلى ضرورة تغيير استراتيجية بلاده من الاستعداد الدفاعي إلى الاستعداد الهجومي وملاحقة العدو.

وختم قائلا إنه «على العدو أن يعلم بأنه لو ارتكب أي عدوان، فإننا لن نرد على أرضنا فقط، بل سنلاحقه إلى أي مكان يتطلب الأمر ذلك». في إشارة على ما يبدو إلى تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاستعداد لشن اعتداء على الأراضي الإيرانية في حال شعر بتهديد وجودي.

نفي بحري

في غضون ذلك، نفى قائد القوات البحرية التابعة لـ «الحرس الثوري»، اللواء علي رضا تنكسيري، قيام قواته بإطلاق صاروخ على حاملة الطائرات الأميركية «جون ستينيس» في مياه الخليج، معتبرا أن ما نُشر في هذا الصدد لا أساس له من الصحة.

وقال تنكسيري في تصريحات أمس إنه «لم يتم إطلاق أي صاروخ على حاملة الطائرات الأميركية، هذه كذبة افتعلتها بعض وسائل الإعلام الأجنبية»، مضيفا أن «الأميركيين موجودون في المنطقة، لكنهم ليسوا في مياهنا، ولدينا معرفة كاملة عن المنطقة».

وكانت وكالة «أسوشيتد برس»، أفادت أمس الأول بأن سفنا تابعة للحرس الإيراني أطلقت صواريخ باتجاه «جون ستينيس»، التي دخلت مياه الخليج لأول مرة عام 2001، دون تأكيد إصابتها.

وذكرت أن حاملة الطائرات دخلت مياه الخليج الجمعة الماضية، لأول مرة منذ هجمات الـ11 من سبتمبر في نيويورك وواشنطن عام 2001، مشيرة إلى أن السفن التابعة للحرس الثوري الإيراني كانت تتابع حاملة الطائرات ومجموعة السفن المرافقة لها عن كثب، وأطلقت صواريخ باتجاهها، إضافة إلى تحليق طائرة دون طيار بالقرب منها.

في موازاة ذلك، قدم المرشد الإيراني الأعلى علي خامني الشكر لكوادر الأجهزة الأمنية لقيامها بحفظ النظام والأمن، ودعاها إلى المحافظة على فاعليتها مع الالتزام بـ «قواعد العدل».

انهيار الشورى

من جانب آخر، يواجه مجلس الشورى «البرلمان» الإيراني انقسامات ومشاكل تهدد بانهياره قبل موعد الانتخابات التي يجب أن تجرى في نهاية عام 2019.

وقال أحد النواب العرب في محافظة خوزستان التي تسكنها غالبية عربية لـ «الجريدة» إن نواب محافظات خوزستان وكهكيلويه وبوير أحمد، وتشهارمحال وبختياري، هددوا بالاستقالة من المجلس إذا نفذت الحكومة مطالب نواب محافظة أصفهان الذين استقالوا جماعيا، احتجاجا على حذف مشاريع انمائية للري والمياه في محافظتهم من الميزانية العامة للدولة.

وأكد النائب العربي أن نواب أصفهان يريدون سحب المياه من المحافظات الغربية الثلاث التي سبق ذكرها ونقله إلى محافظتهم، الأمر الذي سيؤدي إلى شح مياه وتدمير للزراعة والبنية التحتية وإيجاد تلوث بيئي.

من جهة أخرى، هدد نواب سنّة ونواب محافظة سيستان وبلوشستان في مجلس الشورى بالاستقالة والانسحاب من المجلس إذا لم يتم استجواب وزير الاقتصاد وإقالة المدير العام للجمارك ومسؤول أمن الجمارك وأحد موظفي جمارك محافظة سيستان وبلوشستان، بسبب إهانة أحد نواب البلوش في هذه المحافظة من قبل مديرية الجمارك بالمحافظة. وجاء ذلك بعد انتشار مقطع مصور يظهر تعرّض النائب، الذي يرتدي الزي التقليدي للبلوش، للاستهزاء من المسؤولين.

ورغم اعتذار وزير الاقتصاد رسميا للنائب، فإن نوابا بالمحافظة أصروا على استجوابه.

تقليص ألماني

إلى ذلك، أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بأن برلين أصدرت قرارا بحظر رحلات طيران «ماهان إير» الإيراني الموضوعة تحت قائمة العقوبات الأميركية بسبب تورطها في نقل جنود سلاح وعتاد وعناصر «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» والميليشيات إلى سورية خلال سنوات الحرب الأخيرة، بغرض دعم نظام الرئيس بشار الأسد.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة الألمانية قررت حظر كل رحلات طيران ماهان من ألمانيا وإليها منذ بداية العام الجديد، في أعقاب مفاوضات مكثفة مع مسؤولين أميركيين.

«حماس»

في سياق آخر، اعتبر القيادي في حركة «حماس»، محمود الزهار، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي «الداعم الحقيقي لفلسطين».

من جهته، قال ظريف خلال استقباله الزهار في طهران أمس إن «دعم فلسطين يعتبر من السياسات المبدئية لإيران، ونأمل في أن تعود بعض الدول الإسلامية التي تعلّق آمالا على دعم الصهاينة وأميركا إلى حضن العالم الإسلامي، ويعلموا أن الصهاينة لا يمكن أن يكونوا أصدقاء وشركاء يمكن التعويل عليهم».