يبدو أن عملية تشكيل الحكومة في لبنان، قد عادت إلى المربع الأول، بعد أن ظهرت عراقيل جديدة في اللحظة الأخيرة.

وبينما كتب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على "تويتر": "لا بد أحيانا من الصمت ليسمع الآخرون"، قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أمس إن "الحكومة لم تستطع الإقلاع. لمزيد من التشاور ومزيد من الدين".

Ad

ووسط مؤشرات الى أن الخلاف على وزارة البيئة سببه أن مؤتمر سيدر خصص لها نصف مليار دولار لمعالجة أزمة النفايات، نفت أوساط رئيس "​التيار الوطني الحر​" ​جبران باسيل​ الاتهامات التي وجّهت له بأنه وراء العرقلة، مؤكدة أنه لم يصرّ على أي حقيبة، ولم يرفض أي حقيبة أخرى، وطالب بالتوزيع العادل دون أن يُسند إلى "التيار الوطني الحر" كل الحقائب التي يرفضها الآخرون.

الى ذلك، اتجهت الأنظار الى الشارع وسط مخاوف من تصعيد في الشارع يراد به إعادة ضبط عملية تشكيل الحكومة، ودفع الحريري وربما قوى أخرى الى تنازلات تحت وطأة المواجهات.

وبينما دعت أحزاب ممثلة في السلطة الى المشاركة في تظاهرة مطلبية التي دعت اليها منظمات مدنية تحت عنوان الاحتجاج على السياسات الاقتصادية والأداء السياسي للدولة، والتي جاءت قبل عيد الميلاد، في توقيت يثير الشكوك، حاول متظاهرون خلال التحرك الذي شهدته العاصمة بيروت قطع طرقات وتواجهوا مع متظاهرين آخرين، ومع قوى الأمن في مشهد فوضوي.

وذكرت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام"، أن المتظاهرين انطلقوا من ساحة الشهداء ووصلوا إلى ساحة رياض الصلح، حيث وضعت حواجز حديدية أمام السرايا الحكومية وسط بيروت، ووقع صدام بين القوى الأمنية والمتظاهرين نتيجة محاولة إزالة العوائق الحديدية، وتم رشق القوى الأمنية بعبوات المياه والحجارة.

كما أقفل المتظاهرون بحاويات النفايات الطريق عند تقاطع الأشرفية ساحة الشهداء، مما دفع الجيش الى التدخل لإعادة فتح الطريق، واستقدام المزيد من التعزيزات. وتكرر المشهد في عدد طرقات العاصمة. وتناوب السياسيون بطريقة كاريكاتيرية على تأييد مطالب المتظاهرين واتهام القوى الأخرى بأنها تريد سرقة التظاهرة وتسييسها.