وسط ترقب لبدء تنفيذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سورية، انطلق سباق غير معلن بين دمشق وأنقرة على تركة واشنطن، وخصوصاً في منطقة شرق الفرات، مركز ثقل الوحدات الكردية ومنطلق عملياتها ضد تنظيم داعش.

ورغم احتفاظ القوات الأميركية بمواقعها إلى الآن، سحب الرئيس بشار الأسد جزءاً من قواته بأسلحتها الثقيلة من محيط محافظة إدلب وأرسلها إلى ريف دير الزور الشرقي، قبالة الجيب الأخير للتنظيم الواقع في مدينة هجين والقرى والبلدات التابعة لها عند الضفة الشرقية لنهر الفرات.

Ad

في هذه الأثناء، أرسلت تركيا وحدات عسكرية هي الأكبر منذ سنوات إلى المنطقة المقابلة لوجود الوحدات الكردية والخطوط الأمامية لمجلس منبج العسكري، قبل أن تطلب من الفصائل الموالية لها «إعلان حالة التأهّب».

وبينما دعا رئيس هيئة التفاوض السورية، الممثلة لأطياف واسعة من قوى المعارضة، نصر الحريري، أمس، واشنطن لتنسيق انسحابها من مناطق سيطرة الأكراد مع تركيا والفصائل الموالية لها؛ لقطع الطريق أمام قوات النظام والإرهابيين، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «أسفه الشديد» لقرار ترامب، مؤكداً أنه يُنتظر من «الحليف أن يكون محل ثقة».

وإذ أشاد ماكرون بوزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، الذي استقال بعد القرار، قلّل ترامب أهمية تقديم المبعوث الخاص إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك استقالته، أمس الأول، إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، موضحاً أن «ماكغورك لا أعرفه شخصياً، وقد عيّنه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015، ومهمته كانت ستنتهي في فبراير القادم، لكنه استقال الآن، أليس هذا ضرباً من التصنّع؟ والإعلام الكاذب يضخم هذه المسألة التي لا قيمة لها».

بدوره، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى تبديد قلق مواطنيه من سحب ألفَي جندي أميركي من المنطقة، مؤكداً استمراره في التصدي لوجود إيران ومحاولة إعادة تموضعها في سورية، وأنه سيوسّع رقعة عملياته ضدها عند الحاجة.