الرئيس الأميركي يثير الذعر في الأسواق عشية عيد الميلاد

أسوأ ليلة «كريسماس» في تاريخ «وول ستريت»... و«داو جونز» يهبط أكثر من 650 نقطة

نشر في 26-12-2018
آخر تحديث 26-12-2018 | 00:03
No Image Caption
امتدت التقلبات الحادة للأسهم الأميركية إلى الجلسات الأخيرة من 2018، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسة بشكل حاد خلال تعاملات الاثنين على خلفية تصريحات للرئيس دونالد ترامب ووزير الخزانة في إدارته ستيفن منوشين، وفق «بلومبرغ» و«فايننشال تايمز».
انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية في جلسة الاثنين المختصرة، متأثرة بالضغوط على قطاعي التكنولوجيا والطاقة تزامناً مع تراجع أسعار النفط وتصريحات سلبية من ترامب ضد «الفدرالي»، إضافة إلى استمرار تعطل وكالات حكومية، وذلك قُبيل عطلة «الكريسماس».

وهبط «داو جونز» الصناعي بنسبة 2.9 في المئة أو 653 نقطة إلى 21792 نقطة، وهي أكبر خسائر قياسية يسجلها المؤشر عشية «الكريسماس»، كما انخفض «ناسداك» بنسبة 2.2 في المئة أو 140 نقطة إلى 6193 نقطة، في حين تراجع «S&P 500» بنسبة 2.7 في المئة أو 65 نقطة إلى 2351 نقطة.

من جانبه، صرح الرئيس الأميركي ترامب بأن «الفدرالي» يشكل أكبر مشكلة للاقتصاد، وتحدثت تقارير عن أنه يناقش عزل رئيس البنك المركزي جيروم باول.

وأغلقت أسواق الأسهم والسندات أمس في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهونغ كونغ وسويسرا والبرازيل للاحتفال بعطلة «الكريسماس».

امتدت التقلبات الحادة للأسهم الأميركية إلى الجلسات الأخيرة من 2018، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسة بشكل حاد خلال تعاملات الاثنين، على خلفية تصريحات للرئيس ترامب ووزير الخزانة في إدارته منوشين، وفق «بلومبرغ» و»فايننشال تايمز».

ورغم أن الجلسة المختصرة التي عُقدت أمس كانت من بين ليالي «الكريسماس» الأكثر نشاطا في وول ستريت، حيث جرى تداول نحو 1.7 مليار سهم، فإنها كانت الأسوأ على الإطلاق بالنسبة إلى أداء الأسهم، بعد تراجع مؤشر «إس آند بي 500» إلى أدنى مستوياته في 20 شهرا.

- انخفض الأحد عشر قطاعا في مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 2 في المئة على الأقل خلال جلسة الإثنين، وتراجعت أسهم الطاقة بنحو 4 في المئة تزامنًا مع هبوط أسعار النفط بأكثر من 6 في المئة، وواصلت أسهم الشركات الصغيرة انخفاضها للجلسة الثامنة على التوالي، في أطول سلسلة خسائر منذ 2015.

- جاءت هذه الخسائر كردّ فعل من قبل المتداولين على تصريحات وزير الخزانة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، والتي دعا فيها كبار التنفيذيين في 6 بنوك أميركية رئيسة لمناقشة قضايا السيولة.

- من أهم ما أثار مخاوف المتداولين أيضا، التقارير الإعلامية التي أفادت بأن ترامب استفسر من مستشاريه عن إمكان إقالة رئيس «الاحتياطي الفدرالي»، بجانب المخاوف بشأن النمو العالمي، والحرب التجارية مع الصين، والخلاف بين البيت الأبيض والبنك المركزي الأميركي بشأن رفع الفائدة.

- من جانبه، قال مدير قسم الاستثمار لدى «كابيتال إنوفشنز»، مايكل أندرهيل: ما زال المستثمرون يعانون الخوف وعدم اليقين والشكوك حتى في نهاية العام، إنها أكثر من مجرد فرصة للشراء، إنها سلسلة من ردود الفعل السلبية.

ترامب يشعل العديد من الجبهات

- أطلق «منوشين» عدة تصريحات بهدف طمأنة المستثمرين على مدار الأسابيع الماضية، بيد أن هذه الجهود تم تقويضها بفعل الانتقاد المتواصل من ترامب على البنك المركزي الأميركي، حيث قال في تغريدة له الاثنين إن المشكلة الوحيدة التي يواجهها اقتصاد الولايات المتحدة هي الاحتياطي الفدرالي.

- وأضاف ترامب في تغريدته عن «الفدرالي»: إنهم لا يشعرون بالسوق، ولا يفهمون حروب التجارة الضرورية، أو الدولار القوي، أو حتى الإغلاق الحكومي، إن «الفدرالي» يشبه لاعب غولف قوي لا يمكنه التسجيل، لأنه غير قادر على تسديد ضربة جيدة.

- يعلّق كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم والمشتقات لدى مصرف «بي إن بي باريبا»، جريج بوتل: عندما يكون السوق قلقًا بالفعل بشأن الأساسيات، فإن عدم الاستقرار السياسي المتزايد يصعب الأمور على المستثمرين.

- تصريح بوتل يؤكد مخاوف الأسواق التي تعاظمت بفعل الخلاف بين الرئيس ترامب والديمقراطيين في الكونغرس، بعد طلب الأول بتمويل قدره 5 مليارات دولار لبناء جدار حدودي مع المكسيك، وهو الخلاف الذي أفضى إلى إغلاق حكومي قد يمتد إلى أوائل يناير المقبل.

لا أحد يهتم للأسواق

- على صعيد آخر، قال الوزير منوشين الأحد الماضي، إن رؤساء أكبر البنوك في البلاد أكدوا له توافر السيولة الكافية لإقراض المستهلكين والشركات وجميع عمليات السوق، وهو تصريح استغربه الكثيرون، نظرا لعدم اهتمام الأسواق والصحف بهذه المسألة من قبل.

- عقد منوشين لقاء مع مجموعة العمل الرئاسية المعنية بالأسواق المالية، والتي تضم بجانبه، مسؤولين في «الفدرالي»، وممثلين عن لجنة الأوراق المالية والبورصات، ولجنة تداول العقود الآجلة للسلع، لكن تقارير أشارت إلى أن الاجتماع ناقش مهام الهيئات المختلفة خلال الإغلاق الحكومي، الذي قد يؤثر على أعمال وزارة الخزانة.

- وألقى الديمقراطيون باللائمة على ترامب في اضطراب الأسواق، وقالت نانسي بيلوسي المتحدثة باسم مجلس النواب الأميركي: إنها عشية عيد الميلاد، والرئيس ترامب يدفع البلاد إلى الفوضى، سوق الأسهم يتراجع، والرئيس يشن حربًا شخصية على «الفدرالي»، بعدما أقال وزير الدفاع.

وفي الأسواق الأوروبية، هبط مؤشر «ستوكس يوروب 600» القياسي بنسبة 0.4 في المئة أو نقطة واحدة إلى 335 نقطة.

وانخفض «فوتسي 100» البريطاني (- 35 نقطة) إلى 6686 نقطة، كما هبط «كاك» الفرنسي (- 68 نقطة) إلى 4626 نقطة، في حين تشهد ألمانيا عطلة رسمية.

وشهدت الأسواق الأوروبية عطلة رسمية أمس - إلى جانب نظيرتها في أستراليا والولايات المتحدة وكندا والبرازيل والمكسيك وهونغ كونغ والهند – احتفالاً بـ «الكريسماس»، بعدما أنهت تعاملات أمس الأول منخفضة في جلسة مختصرة. وأغلقت بورصات كل من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا أبوابها أمس واليوم، على أن تستأنف تعاملاتها غدا.

يذكر أن ألمانيا وإيطاليا كانتا في عطلة رسمية الاثنين بمناسبة «عشية عيد الميلاد».

وفي آسيا، انخفضت الأسهم اليابانية في جلسة أمس عقب العودة من عطلة رسمية، مقتفية أثر نظيرتها في «وول ستريت» التي تراجعت أمس الأول، وسط مخاوف بشأن إغلاق الحكومة الأميركية وتصريح الرئيس الأميركي ترامب بشأن الاحتياطي الفدرالي والقلق حول تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. وأغلق مؤشر نيكي الجلسة منخفضا 5 في المئة عند 19155 نقطة، ليهبط دون مستوى 20 ألف نقطة للمرة الأولى منذ سبتمبر 2017، ومنخفضا 21 في المئة منذ إغلاق الثاني من أكتوبر البالغ 24270.6 نقطة. وكذلك تراجع المؤشر الأوسع نطاقا «توبكس» 4.8 في المئة إلى 1416 نقطة، ليحقق أكبر خسارة يومية منذ نوفمبر 2016، ومنخفضا 15 في المئة هذا الشهر، متجهًا نحو تسجيل أسوأ خسائر شهرية منذ أكتوبر 2008.

وارتفعت العملة اليابانية - التي ينظر إليها كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي - بنسبة 0.4 في المئة مقابل الدولار عند 110.05 ين، عند الساعة التاسعة و7 دقائق صباحا بتوقيت مكة المكرمة، عند أعلى مستوياتها في أربعة أشهر.

كما صعدت سندات الحكومة اليابانية، وتراجع العائد – الذي يتحرك عكسيا مع السعر - على السندات لأجل 10 سنوات إلى 0.01 في المئة من 0.035 في المئة الجمعة، بعدما لامس الصفر لفترة وجيزة للمرة الأولى منذ سبتمبر 2017. أيضا، تراجعت الأسهم الصينية لتتبع نظيرتها الأميركية التي انخفضت في جلسة مختصرة عشية عيد الميلاد عقب تصريح ترامب عبر «تويتر» بأن الاحتياطي الفدرالي هو مشكلة الاقتصاد الوحيدة.

كما تأثرت الأسهم سلبا بمخاوف تتعلق بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي والنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب الرفع المحتمل للفائدة الأميركية العام المقبل.

وأنهى مؤشر شنغهاي المركب التداولات، منخفضا 0.8 في المئة إلى 2504 نقاط، كما تراجع شنتشن المركب بنفس النسبة عند 1285 نقطة. وتعهّد صناع السياسة في الصين بفعل المزيد لدعم القطاع الخاص الذي تضرر بتباطؤ نمو الاقتصاد، إذ ذكر مجلس الدولة أمس الأول أن البنك المركزي سيحسّن سياسات تتعلق بخفض معدل الاحتياطي المطلوب، والتمويل الشامل لتوفير مزيد من الدعم للشركات الخاصة.

وارتفعت العملة الصينية 0.2 في المئة أمام الدولار إلى 6.8847 يوان، عند الساعة الحادية عشرة و7 دقائق صباحا بتوقيت مكة المكرمة.

back to top