أطلقت قوات الأمن التونسي الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في وقت متأخر من مساء أمس الأول، إثر وفاة المصور الصحافي عبد الرزاق زُرقي، الذي أقدم على حرق نفسه في مدينة القصرين، غرب البلاد.وشهد وسط القصرين حال احتقان ليل الاثنين، حيث أشعل العشرات من المحتجين عجلات مطاطية، وأغلقوا الطريق في حي النور وشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي، وردت عليهم الشرطة باستعمال الغاز المسيل للدموع.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق، أمس، إن ستة أمنيين أصيبوا بجروح خفيفة خلال المواجهات، وتم توقيف تسعة أشخاص عقبها.وتوفي زُرقي بعدما أضرم النار في نفسه مساء الاثنين احتجاجا على البطالة، وعلى الأوضاع المتردية في منطقة القصرين. وقال زرقي، في الفيديو الذي نشره قبل وفاته: «من أجل أبناء القصرين الذين لا يملكون مورد رزق. اليوم سأقوم بثورة، سأضرم النار في نفسي».وتعيد الواقعة إلى الأذهان ما حدث قبل ثمانية أعوام عندما أحرق محمد البوعزيزي نفسه في محافظة سيدي بوزيد ليفجر ثورة في تونس.وعاد الهدوء، أمس، إلى القصرين، وهي من بين المدن الأولى التي اندلعت فيها الاحتجاجات الاجتماعية في 2010، وقتلت قوات الشرطة خلالها محتجين قبل أن تتسع رقعة التظاهرات في تونس وتطيح بنظام الرئيس زين العابدين بن علي آنذاك.ورغم التقدم المسجل في الانتقال الديمقراطي بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في 2011 والعودة إلى النمو بعد سنوات من الركود، تجد السلطات التونسية صعوبات في الاستجابة للتطلعات الاجتماعية للشعب.
دوليات
تونس: اشتباكات ليلية بين محتجين والأمن إثر انتحار صحافي حرقاً في القصرين
26-12-2018