البشير للسودانيين: لن نبيع ديننا وعزتنا بالقمح أو الدولار

انتشار أمني بمحيط قصر الرئاسة والوزارات في الخرطوم

نشر في 26-12-2018
آخر تحديث 26-12-2018 | 00:02
سودانيون يرددون شعارات ضد الحكومة في الخرطوم أمس (رويترز)
سودانيون يرددون شعارات ضد الحكومة في الخرطوم أمس (رويترز)
بعد ساعات قليلة من خطابه، الذي تعهد فيه لمواطنيه باتخاذ «إجراءات حقيقية تعالج الوضع الاقتصادي المتردي، وتوفر الحياة الكريمة لهم»، دعا الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، مواطنيه إلى التضافر مع بعضهم، في وقت تواصلت تظاهرات الاحتجاج على تردي الأوضاع المعيشية، بينما أغلقت قوات الأمن الطريق المؤدي الى القصر الرئاسي في الخرطوم، لمنع وصول المتظاهرين اليه.

وفي أول ظهور جماهيري له بعد موجة من الاحتجاجات، ألقى البشير كلمة مقتضبة، أمام تجمع من أنصاره بمنطقة ود، جنوب ولاية الجزيرة، دعاهم فيها إلى التضافر مع بعضهم، متهما «بعض الخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين باستغلال الضائقة المعيشية للتخريب لخدمة أعداء السودان».

وقال إن الحكومة ماضية «في إنفاذ مشروعات التنمية والإعمار لمصلحة المواطنين وإصلاح أحوالهم»، معتبرا أن «هناك حربا تُشن تجاه السودان، لتمسكه بدينه وعزته التي لا يبيعها بالقمح أو الدولار»، مضيفا: «نعلم أننا نعاني أزمة ومشاكل اقتصادية، لكن السبب هو الحصار».

وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سونا) أن البشير، الذي كان يرافقه عدد من الوزراء، عقد عددا من اللقاءات الجماهيرية في الولاية، بمشاركة والي الجزيرة محمد طاهر إيلا. وأضافت: «استهل جولته بمشاهدة عرض لعدد من المشروعات التنموية في الولاية، والتي بلغت 292 مشروعا تنمويا وخدميا في مجالات الصحة والتعليم والطرق والكهرباء والمياه والبنى التحتية والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية والقطاع الاقتصادي، بتكلفة وصلت إلى 2.9 مليار جنيه سوداني». وكان البشير وجه، في أول تعليقات علنية له، خطابا إلى الشعب السوداني، مساء أمس الأول، حذر فيه من «الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط»، كما حذر المواطنين «من الالتفات لـمروجي الاشاعات».

وتزامن أول ظهور علني للبشير منذ 6 أيام مع انتشار كثيف بمحيط القصر الرئاسي والوزارات لقوات الشرطة في الخرطوم أمس، بعد دعوات لمسيرة «تجمع المهنيين».

وأغلقت قوات الأمن الطريق المؤدي الى القصر الرئاسي، كما شوهدت أعداد كبيرة من الشرطة في معظم الشوارع التي تؤدي الى مركز المدينة، وبدا وسط الخرطوم شبه خال من حركة المواطنين المعتادة، مع وجود غير مسبوق لقوى الأمن المختلفة. ويأتي الانتشار الكثيف للشرطة بعد دعوات انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحشد جماهيري عند الواحدة ظهر أمس، وسط الخرطوم، دعا إليه تجمع يدعى «المهنيين السودانيين»، وهو تجمع جديد وغير معروف القيادة، للمطالبة بتنحي البشير الفوري، عبر مذكرة تسلم للقصر الجمهوري، وسط تأييد من بعض قوى المعارضة.

وتشهد ولايات ومدن في السودان منذ الاربعاء الماضي احتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية، تخللتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

وكان رئيس «حزب الأمة» القومي المعارض الصادق المهدي، أعلن السبت الماضي سقوط 22 قتيلا، واعتقال العشرات جراء الاحتجاجات.

إلا أن منظمة العفو الدولية، المدافعة عن حقوق الإنسان، أحصت مقتل 37 من المتظاهرين برصاص قوات الأمن السودانية، خلال 5 أيام من الاحتجاجات.

وقالت سارة جاكسون، مساعدة مدير المنظمة غير الحكومية لمنطقة شرق إفريقيا والبحيرات الكبرى والقرن الإفريقي، أمس الأول، «إن واقع استخدام قوات الأمن للقوة المميتة من دون تمييز ضد المتظاهرين العزل أمر مقلق جدا».

ودعت المنظمة السلطات إلى «وضع حد لاستخدام القوة المميتة، وتجنب إراقة المزيد من الدماء بلا طائل».

back to top