كما أدخل "الفيفا" مؤخراً تقنية VAR أو التحكم بالفيديو لمراقبة أداء حكام المباريات وتصحيح قراراتهم يجب على فيافي المنطق الكويتي أن تدخل ذات التقنية لمراقبة حكمها على ما يحدث، لاسيما بعد ضياع "طاسة الفهم" وفي ليل أسود بهيم من على طاولة بوفيه الجدال الكويتي الفاخر.وتقنية الفار أو الـVAR الرياضية كما تعلمون تهدف إلى مراقبة الأهداف المسجلة وضربات الجزاء والبطاقات الحمراء المباشرة وأيضاً للتأكد من عدم منح البطاقات الحمراء والصفراء للاعب الخطأ... واستخدامها السياسي المنطقي لن يخرج عما سبق فكل التفاصيل بينهما على البال، وأحلى التفاصيل في الملعبين الرياضي والسياسي في الهم "شارقة" ولقمة التفكير واقفة في زورها منذ مبطي!
فلنطبق تقنية الـVAR على الوزراء والنواب وذوي المناصب القيادية، خصوصاً بعد كل تصريح أو مؤتمر أو مانشيت يبشروننا فيه بتحقيق الأهداف المرجوة والحرص على تحقيق المزيد منها، وأنا متأكد أنهم سيخرجون من مولد الإنجازات بحمص ما فيه أحد، فلا شباك مرمى المشاريع اهتزت، ولا عوارض المرض التنموي اهتزت وربت، وكل "شوتاتهم" التي يبشروننا بها كانت بالأوت ترتفع عالياً لتعانق الغيم...."إز أوفر"!ولنطبقها على ضربات جزاء أو "بلنتيات" الوزراء والنواب وذوي المناصب القيادية والتيارات السياسة والإعلام وادعاءات عرقلتهم داخل منطقة جزاء الدستور وهموم المواطنين ومستقبل الكويت، وسنجد أنها عرقلات مفتعلة ستجعل نيمار ملك التمثيل الكروي يندى جبينه خجلاً من سوء تمثيلهم لها، فلو كان الدستور وهمومنا كمجتمع همهم الأول لما وقفا في آخر طابور الأولويات في أدوار الانعقاد وانتظرا انتهاء تصفية الحسابات ومساومات المصالح وادعاء البطولات الشعبية والانتخابية بين كل ما ذكرت سابقاً!ويبقي للـVAR مهمة أخيرة خاصة بالبطاقات الحمراء الموجهة إلى الشخص الخطأ، ولا أظنها ستكون إلا للناخب الكويتي ذاته، الناخب يوجه في الواقع وفي مواقع التواصل بطاقاته الحمراء والصفراء نحو الوزراء، مع أنه هو لا أحد غيره من انتخب من يراقبهم ويشرع لهم، ولو كان اختار من يمثله فعلاً ويحقق مطالبه لما احتاج إلى هدر كل هذا الكم من التحلطم الذي يكفي البشرية جمعاء! ولكن الناخب استرخص لحمة الوطن، وفضل بدلاً منها لحمة قبيلته وطائفته وعائلته فخانت به مرقة مجلسه، وجاءت ماسخة لا طعم لها ولا رائحة! وهنا هو من يستحق البطاقة الحمراء والصفراء لا سواه فلا يلومن إلا... صوته.أخيراً تقنية الـ VAR أو الفار ليس لها من اسمها نصيب، فهي ليست "فار" بل قط سيصطاد كل فئران التحلطم التي نشرت طاعون الوهم في ربوع منطق مجتمعنا الكويتي.
مقالات
خارج السرب: فار التحلطم وقط المنطق
26-12-2018