«أسوان» تعود إلى الواجهة الأثرية بأختام ملكية
• تحمل أسماء ملوك مصر القديمة وتؤكِّد أن المدينة كانت مركزاً إدارياً
عادت مدينة أسوان (أقصى جنوب مصر) لتتصدَّر المشهد على المستويين السياحي والأثري مع تتابع الاكتشافات الأثرية في مناطق متفرقة من المدينة التاريخية، بدأت في سبتمبر الماضي مع العثور على تابوت من الحجر الرملي، وصولاً إلى اكتشاف مجموعة أختام كبيرة تحمل أسماء ملوك مصر القديمة قبل أيام.
اكتشفت البعثة الأثرية المصرية النمساوية، العاملة في منطقة آثار «كوم أمبو» التابعة لمدينة أسوان (أقصى جنوب مصر)، عدداً كبيراً من الأختام الأسطوانية التاريخية، ما يؤكد أهمية المدينة بصفتها مركزاً إدارياً لمصر في الدولة القديمة.وقال أمين عام المجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري إن هذه الأختام تحمل أسماء ملوك من الأسرة الحاكمة الخامسة في عهد الدولة المصرية القديمة، مضيفاً أن أبرزها يتضمّن اسمي الملكين «أوسر كاف» و«نفراير كارع».في السياق، أكد رئيس البعثة الدكتور مولر أن الأشغال انطلقت منذ عام 2017، وفق دراسة تاريخية وطبيعية للمدينة كمركز إداري لمصر العليا في الدولة القديمة، مُحدداً أول الاكتشافات في ختم الملك «ساحورع».
وأوضحت خبيرة الآثار النمساوية إيرين فورستنر مولر، أن منطقة كوم أمبو، تعد كنزاً لم يبح بكثير من أسراره حتى الآن، داعية إلى إعادة كتابة تاريخ تلك المنطقة العريقة التي تحظى بأهمية خاصة في مصر القديمة.وذكرت مولر أن المدينة كانت تُسمى بـ«كوم أنبو» بمعنى تل الذهب، وهي من الأقاليم المقدّسة لدى المصريين في عهود ما قبل التاريخ، إذ ترتبط أسطورياً بقصة الصراع بين المعبودين «حورس» و«ست»، وتتضمن آثاراً تعود إلى العصر البطلمي.تضمّ مدينة كوم أمبو منطقة الكاب على ضفة النيل الشرقية، والكوم الأحمر على الضفة الغربية، وكانت تُعرف بأسوارها الضخمة، إذ تعدّ أول عاصمة لمصر المُوحّدة عام 3200 قبل الميلاد.يُطلق المصريون خطأ على المدينة اسم «مخازن سيدنا يوسف»، وتكثر فيها المقابر مثل «سيناو»، و«زنسي»، و«بارحري»، و«أحمس ابن أبانا»، بخلاف مقابر الأشراف المنحوتة في الصخر الرملي، والمعابد.
بلاد الذهب
وعادت أسوان بقوة إلى الواجهة كمدينة سياحية أثرية من الطراز الأول منذ سبتمبر الماضي، حين نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة في موقع «الأغاخان» في البر الغربي للمدينة، في الكشف عن تابوت من الحجر الرملي ذي غطاء منحوت بهيئة آدمية وفي داخله مومياء سليمة وملفوفة بالكتان، وذلك داخل مقبرة تعود إلى العصر المتأخر.و«بلاد الذهب» هو اللقب الذي حصلت عليه «بلاد النوبة» تاريخياً أو أسوان حديثاً، لاحتوائها على آثار غير موجودة في العالم بأكمله، بالإضافة إلى وقوعها على ضفاف نهر النيل، الذي جعلها مقصداً سياحياً مهماً لكل زوار مصر من أنحاء العالم. بدأت أهمية أسوان في عصر الدولة القديمة، إذ كانت تمثِّل الحدود الجنوبية للبلاد، كذلك كانت مركز تجمع الجيوش في عصور الملوك الوسطى لمحاولتهم مدّ حكمهم جنوباً، كذلك أدّت دوراً حاسماً في محاربة الهكسوس.تعامد الشمس
لا تزال ظاهرة تعامد الشمس على المعابد في موعد محدد سنوياً، علامة بارزة تخصّ عدداً من المعابد الفرعونية في جنوب مصر، ومن بينها معبد أبوسمبل (جنوب أسوان)، إذ يشهد ظاهرة تعامد الشمس مرتين خلال العام الواحد، في 22 أكتوبر تتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني أعظم ملوك مصر القديمة، تزامناً مع يوم جلوسه على العرش، كذلك تدخل الشمس المعبد وتتعامد على منتصف وجه الملك رمسيس، الذي حكم مصر أكثر من 60 عاماً في يوم 22 فبراير تزامناً مع يوم ميلاده.وتجذب هذه الظاهرة الكونية مئات السياح سنوياً لمشاهدتها وزيارة المعبد الفرعوني.
أبرز الأختام يتضمّن اسمي الملكين «أوسر كاف» و«نفراير كارع»