هدى العطاس تتحدَّى مآزق الحياة في مجموعتها القصصية «واحدان»
عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» صدرت للكاتبة اليمنية هدى العطاس مجموعة قصصية بعنوان «واحدان»، تتمحور حول الذات الأنثوية وموقع المرأة في المجتمع اليوم، مع كل ما يرافقه من إشكاليات وتحديات ورفض للتهميش...
هدى العطاس كاتبة متحدية وأديبة متمردة، صاحبة رؤية قصصية سوسيولوجية تكتب عن أبطالها بطريقة حقيقية، بطريقة واقعية، بآراء وأفكار وأحلام ولغة الأفراد أنفسهم؛ لذلك لا يمكن قراءة «واحدان»، مجموعة الكاتبة القصصية، إلا من منظور التداخل والتعدد والاختلاف، وانطلاقاً من منعطف حضورها في ذاكرة قارئ محتمل، سيقرأ القصص باعتبارها ذاكرة للشغف، ذاكرة للأنوثة، ذاكرة للبوح، وربما يقرأها ذاكرة للخروج من مأزق الحياة برمتها. فالتفاعل الذي ينشأ بين وعي القارئ، وموضوع القص، يؤدي إلى انبثاق المعنى الذي لا بدّ أنّه يختلف من قارئ إلى آخر.بالنسبة إلى الكاتبة، القص بمنزلة تمثيل عالم وإقامة علاقة لها طابع رؤيوي مع الذات والآخر على حد سواء، ويمتد ليشكل نوعاً من هذيان الذات في جدلها مع الذاكرة؛ ساكبةً فيها وهج شاعريتها وحصيلة خبراتها الوجودية ونمنماتها اللغوية والأسلوبية المتنوعة التي لا حدَّ لغوايتها.
الذات الأنثوية
في «واحدان» وفي ما بين السطور تقترح الكاتبة نسقاً فريداً من تداخل القصص، ضمن إطار عامّ يمنح الأنثى حق الإمساك بزمام الكلام والتعبير عن كينونتها كأنثى، فبروز الذات الأنثوية أهم ما يميز نص هدى العطاس، فهي ترهف السمع لحديث المرأة عن ذاتها، خصوصاً عندما تأخذ دورها في البوح، وكأنها تريد أن يستيقظ العالم كله بكائناته ليستمع إليها، رغم تابوهات المجتمع الرافض أن تعيش المرأة عاطفتها. وربما أرادت الكاتبة بذلك ترويض الوعي الذكوري المهيمن، ليبدو هذا النسق المتخيل للقص معادلاً لفعل الوجود في رمزه الأنثوي والشرقي تحديداً.يضم الكتاب قصصاً قصيرة مع إضافات جديدة بكل تنويعاتها من قصة طويلة وقصة قصيرة وقصة قصيرة جداً، وومضة، وبمختلف أساليبها من القصة القصيدة، والقصة البرقية، والقصة المسرحية. من أبرز العناوين: «قطع قديم في معركة بأدوار»، «واحدان»، «العربة أمام جدرانها»، «دودة النافذة الوحيدة»، «وابل دم»، «أنين»، «عجز»، (...) وقصص أخرى.في سطور
هدى العطاس، قاصة وكاتبة يمنية ولدت في حضرموت عام 1971، تخصصت في علم اجتماع الأدب، وتدرّس في كلية الآداب في جامعة عدن. في عام 2001 انتخبت في مجلس إدارة اتحاد الكتاب اليمنيين جنباً إلى جنب مع الكاتبة ابتسام المتوكل، وأعيد انتخابها في عام 2005. عرفت بقصصها القصيرة التي حصلت من خلالها على جوائز من بينها: جائزة العفيف (1997) وجائزة الشارقة. وتعتبر أفضل قاصة في استطلاع الصحافة اليمنبة. أصدرت مجموعتها الأولى «هاجس الروح وهاجس الجسد» في عدن عام 1995، وتلتها أربع مجموعات قصصية. لهدى العطاس مقالات ودراسات في الصحف اليمنية والعربية ومؤلفات تركز على قضايا المرأة والقضايا الاجتماعية والتحليل السياسي. نشرت أعمالها القصصية في صحف ومجلات عربية، وفي دوريات وكتب متعلقة بالقصة العربية. ترجمت قصصها إلى الإيطالية والفرنسية والألمانية والروسية والإنكليزية والإسبانية. شاركت في مؤتمرات وورش عمل أدبية من بينها ورشة الجائزة العالمية للرواية (البوكر).«ضفاف»
من أجواء القصص نص بعنوان «ضفاف»:«امرأة تمشط حزنها، تجدله فوق ضفاف العيد، حين انداحت مياه الذكريات مداً فوق شطوطها. وحيدة قرفصت أمام نفسها تنبش صور الرؤى، هكذا كانت تقتبل عقاربها، وبين الحين والآخر ترنو إلى الجدار هازئة من عقارب الوقت التي تتهاوى».
بالنسبة إلى الكاتبة القص بمنزلة إقامة علاقة لها طابع رؤيوي مع الذات والآخر