نموذج أعمال من أجل الاستدامة
ذات مرة قال ونستون تشرشل: "إنني لا أقلق بشأن العمل، بل بشأن التقاعس عنه"... هذه الحكمة يجب أن تشكل نهجنا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة اليوم، فلن نحصل على العالم الذي نريده لأطفالنا إلا عندما نفضل الجد على اللامبالاة، والعمل على الرفاهية، والتضامن على الانقسام.
![بروجيكت سنديكيت](https://www.aljarida.com/uploads/authors/176_1682431716.jpg)
التمويل العالميعلاوة على ذلك، يتقدم التمويل العالمي أيضا نحو الاستدامة بشكل تدريجي، فعلى سبيل المثال، تُقدر قيمة الأصول البيئية والاجتماعية بما يصل إلى 22 مليار دولار، وتخصص 82 مليار دولار لمبادئ الأمم المتحدة للاستثمار المسؤول، و32 مليار دولار لتسعير الكربون، وبدأ حتى سوق "السندات الخضراء" ينمو بشكل مطرد، هذا الزخم مهم للغاية لأن دعم الأسواق المالية سيكون أساسياً لتحقيق أجندة التنمية المستدامة.مع ذلك، للحفاظ على هذا التقدم، يجب على الشركات أن تدرك أنه حتى في سلسلة القيمة العالمية، فإنه من المستحيل الاستعانة بمصادر خارجية عن مسؤولية الشركات. على العكس من ذلك، يجب على الشركات المتعددة الجنسيات استخدام قوتها في السوق لدفع التغيير الاجتماعي. فلنأخذ شركتي، يونيليفر (إحدى الشركات الرائدة في قطاع السلع الاستهلاكيّة) بعين الاعتبار: 2.5 مليار مرة في اليوم، يستخدم شخص ما في مكان ما أحد منتجاتنا التي يتم توزيعها عبر سلسلة التوريد التي تضم أكثر من 80.000 مورد وما يقرب من مليوني مزارع، والذين بدورهم يدعمون الملايين من الناس. ويتيح هذا الحجم لشركة "يونيليفر" المساهمة والاستفادة من أهداف التنمية المستدامة، وهذا بالضبط ما نحاول القيام به.خطة يونيليفروفي عام 2009، قدمنا خطة يونيليفر للمعيشة المستدامة، والتي تهدف إلى تحسين أدائنا الاجتماعي والبيئي والاقتصادي، وتشمل الأهداف تعزيز صحة ورفاهية نحو مليار شخص؛ وتقليل البصمة البيئية المرتبطة بإنتاج منتجاتنا واستخدامها؛ وتطوير مستوى معيشة ملايين العمال، وقد سمح لنا هذا النهج أن نكون أكثر إستراتيجية في تحديد التحديات والفرص التي تواجه أعمالنا. من خلال استخدام مواردنا وعلاماتنا التجارية، تمكنّا أيضًا من معالجة تحديات التنمية الرئيسية مثل سوء التغذية، والصرف الصحي، والنظافة؛ وتغير المناخ وإزالة الغابات؛ وحقوق الإنسان؛ والتدريب على المهارات؛ والمساواة في مكان العمل، وقد فعلنا كل ذلك بعائد 300 في المئة على مدار عشر سنوات وعائد بنسبة 19 في المئة على الأسهم، مما يدل على أنه من الممكن استخدام جدول أعمال يركز على التنمية للمساهمين والشركاء.لا أقول أن النجاح قد تحقق بسهولة، أو أن مهمتنا قد انتهت، على الرغم من أنني أعتزم التقاعد من شركة يونيليفر بنهاية هذا العام، فإنني على ثقة من أن الشركة التي قمت بقيادتها لأكثر من عقد من الزمان ستستمر في تحسين عمليات الأعمال مع التركيز على تعزيز الاستدامة.بناء تحالفاتيتمثل مفتاح التصدي للتحديات الاجتماعية والبيئية في العالم في استخدام قوة الأسواق وبناء التحالفات لتحسين الفعالية، يُدرك هدف التنمية المستدامة الـ17 والأخير (عقد الشراكات لتحقيق الأهداف) هذه الحقيقة، ويحث قادة الأعمال على التعاون مع الحكومات والمجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وخير مثال على الهدف الـ17 من أهداف التنمية المستدامة هو تحالف الغذاء واستخدام الأراضي، وهي منظمة عالمية تضم المديرين التنفيذيين، والعلماء، وصناع السياسات، والمستثمرين، والمزارعين الذين يعملون على تغيير أنظمة الأغذية العالمية المعقدة، ويتمثل أحد مجالات التركيز الرئيسية لهذا الائتلاف في الانفصال بين الإنتاج والاستهلاك.نحن بحاجة إلى تدابير مماثلة؛ لم يعد مستقبل الاقتصاد العالمي يعتمد على ما إذا كنا سنقوم بالتغيير، ولكن متى سنقوم بذلك، وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم من خلال أهداف التنمية المستدامة على مدار السنوات الثلاث الماضية، فإن ذلك ليس كافياً، وكما قال ونستون تشرشل ذات مرة: "إنني لا أقلق بشأن العمل، بل بشأن التقاعس عن العمل"... يجب أن تشكل هذه الحكمة نهجنا في العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة اليوم، فلن نحصل على العالم الذي نريده لأطفالنا إلا عندما نفضل الجد على اللامبالاة، والعمل على الرفاهية، والتضامن على الانقسام.* بول بولمان* الرئيس التنفيذي لشركة يونيليفر وعضو مجلس القيادة في شبكة حلول التنمية المستدامة (SDSN)."بروجيكت سنديكيت، 2018" بالاتفاق مع "الجريدة"
مع تكبد الخسائر بسبب التقاعس عن العمل بدأ القطاع الخاص يركز على العلاقة بين الأرباح والاستدامة
مستقبل الاقتصاد العالمي لم يعد يعتمد على ما إذا كنا سنقوم بالتغيير ولكن "متى سنقوم به؟"
مستقبل الاقتصاد العالمي لم يعد يعتمد على ما إذا كنا سنقوم بالتغيير ولكن "متى سنقوم به؟"