إسرائيل تستهدف قادة «حزب الله» في مطار دمشق

«القبة» تتصدى لصاروخ... وموسكو تؤكد إسقاط 16 وتعرّض رحلتين بمطار بيروت لخطر مباشر

نشر في 27-12-2018
آخر تحديث 27-12-2018 | 00:04
مقاتلون مدعومون من تركيا في طريقهم من جرابلس لمنبج أمس الأول (أ ف ب)
مقاتلون مدعومون من تركيا في طريقهم من جرابلس لمنبج أمس الأول (أ ف ب)
قبل أن تعلن تصديها لصاروخ مضاد للطيران أطلق من سورية، شنت إسرائيل ليل الثلاثاء - الأربعاء هجوماً صاروخياً هو الأطول من نوعه على مواقع بالقرب من مطار دمشق استهدف قادة «حزب الله» قبل توجههم على متن طائرة إيرانية إلى طهران.
للمرة الأولى منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي الانسحاب من سورية، أطلق الجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء - الأربعاء صواريخ على مواقع عدة غرب وجنوب غرب دمشق، مؤكدا أنه فعّل نظام القبة الحديدة للدفاعي الجوي للتصدي لصاروخ مضاد للطائرات أُطلق من سورية "دون وقوع إصابات أو أضرار".

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بدوي انفجارات قوية في محيط مدينة حيفا بعد تفعيل "القبة الحديدية"، مبينة أن أهالي القيسارية وكركور وحضيرة وبارديس خان في محيط حيفا سمعوا دوي انفجارات قوية، ورأوا كتلا نارية ضخمة في السماء مساء الثلاثاء.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من قاعدة جوية، محاربته الوجود العسكري الإيراني في سورية "بشكل حازم ومستمر"، وفي "هذه الأيام بالذات".

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن الدفاعات الجوية "تصدت لصواريخ معادية أطلقها الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق الأراضي اللبنانية، وتمكنت "من إسقاط معظمها قبل الوصول إلى أهدافها"، موضحا أن "أضرار العدوان اقتصرت على مخزن ذخيرة وإصابة ثلاثة جنود بجراح".

وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن بـ "استهداف صواريخ أطلقت من طائرات إسرائيلية مخازن أسلحة لحزب الله أو القوات الإيرانية في الديماس والكسوة وجمرايا في غرب وجنوب غرب دمشق"، مشيرا إلى وجود بوارج حربية إسرائيلية قبالة السواحل اللبنانية الجنوبية.

«عملية اغتيال»

وكشف موقع "نيوزويك" الأميركي نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع (البنتاغون) أن الهجوم جاء بعد دقائق من صعود مسؤولين من "حزب الله" إلى طائرة إيرانية في دمشق كانت متجهة إلى إيران، وأنهم أصيبوا في الضربة، موضحا أنها كانت "عملية اغتيال" استهدفتهم واستهدفت ذخائر إيرانية استراتيجية في المنطقة، بما فيها مكونات "GPS" متقدمة للأسلحة.

وأشار الموقع إلى أن طائرتين إيرانيتين "مشبوهتين" غادرتا دمشق قبل نصف ساعة من الغارة الإسرائيلية. وتظهر تفاصيل مواقع مراقبة الطيران أن طائرة شحن تابعة لشركة فارس للطيران "قشم" (747) وصلت إلى مطار دمشق الدولي في الساعة السابعة مساء، وغادرته في الساعة 21:28 ليلا، أي قبل نصف ساعة فقط من ظهور تقارير عن الضربات.

وبحسب موقع " فلايتريدر"، غادرت إحدى الطائرات، وهي من طراز بوينغ 747-281F، دمشق، وتوجهت شرقا نحو طهران، لتصل إلى ارتفاع 30 ألف قدم ثم عبرت المجال الجوي إلى العراق بعد العاشرة مساء، وبحلول منتصف الليل دخلت المجال الجوي الإيراني.

وبعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ في 17 سبتمبر طائرة عسكرية روسية، إثر غارة إسرائيلية مماثلة، مما أدى إلى مقتل 15 عسكريا روسيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن شن سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته الجديدة على سورية تزامن مع هبوط طائرات مدنية في مطار بيروت، وهددت بشكل مباشر رحلتين جويتين.

وفيما أوضحت الوزارة أن الدفاعات الجوية السورية دمرت 14 من بين 16 صاروخا إسرائيليا تم إطلاقها على أهداف غير محددة قرب دمشق، شدد عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، أوليغ موروزوف على أن لدمشق الحق في ضمان أمن أراضيها، ونظام الدفاع الجوي الروسي "إس-300" يحميها من أي تهديدات.

وفي بيروت، أجرى وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس اتصالا برئيس الحكومة سعد الحريري وضعه في خلاله في وقائع ما جرى، "حيث نجا لبنان بأعجوبة من كارثة إنسانية كادت تصيب ركاب طائرتين مدنيتين في الأجواء اللبنانية أثناء استباحة طيران العدو الإسرائيلي المعادي للأجواء اللبنانية في عدوانها على جنوب دمشق".

90 دقيقة

ونقل موقع "ديبكا" عن مصادر أميركية أن الهجوم نفّذ على موجتين ودام 90 دقيقة، موضحة أن الغارة الأولى شاركت فيها مقاتلات F-16 Sufa قصفت الأهداف السورية بصواريخ مجنحة من طراز Delilah.

وأشارت إلى أن المصادر السورية أكدت أن وسائط الدفاع الجوي تمكّنت من إسقاط كل الصواريخ الإسرائيلية، دون أن تورد أي دليل على ذلك، وأن الإسرائيليين استخدموا قنابل ذكية من طراز GB-39 تسببت في أضرار طفيفة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي نظم بعد فشل الهجوم الأول، موجة ثانية من الغارات والقصف الجوي باستخدام مقاتلات F-35 Adir الحديثة.

تعزيزات وانسحاب

ومع استمرار تركيا في إرسال التعزيزات العسكرية إلى الوحدات المتمركزة على الحدود مع سورية، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على أن المناطق السورية التي ستنسحب منها القوات الأميركية، يجب أن تعود إلى سيطرة دمشق.

وأكدت زاخاروفا أنه رغم أن دوافع الانسحاب وجدوله الزمني لا يزالا مكتنفين بالغموض، لكن يجب عليه المساهمة في التوصل إلى تسوية شاملة للوضع.

معركة منبج

في المقابل، أرسلت القوات الحكومية المئات من مقاتلي الفرقة الأولى برفقة عشرات الآليات تحمل رشاشات ومضادات طيران توجهت أمس إلى نقاط الجيش في منطقة التايه والعريمة غرب منبج، في انتظار ساعة التوجه والدخول إلى المدينة الحدودية الواقعة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد).

وفي شمال شرق سورية، كشفت مصادر مقربة من "قسد" عن انسحاب عدد من الآليات التابعة للقوات الأميركية باتجاه قواعدها في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي الشرقي.

الجيش السوري يرسل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط منبج
back to top