بعد اتهامات لإيران بالسعي إلى مد نفوذها لغرب أفغانستان، وكسب أوراق لمزاحمة الوجود الأميركي وسط آسيا، أجرت طهران محادثات مع حركة طالبان المتمردة أمس، بعلم الحكومة الأفغانية.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني انه عقد مشاورات أثناء زيارة لكابول مع الحركة.

Ad

ونقلت الوكالة عن شمخاني قوله إن "كل الاتصالات والمحادثات كانت بعلم حكومة أفغانستان وستستمر".

وإيران على علاقة وثيقة منذ وقت طويل بالشيعة في أفغانستان، حيث تقاتل جماعات مسلحة شيعية "طالبان"، لكن مسؤولين أفغانا اتهموا طهران خلال الشهور القليلة الماضية بإمداد الحركة المتمردة بالمال والسلاح والمتفجرات.

وخرجت القوات الأفغانية ديسمبر الجاري من منطقة غربية نائية على الحدود مع إيران، وتركت المنطقة لـ"طالبان"، بعدما لم ترسل الحكومة المركزية بكابول إمدادات للقوات المتمركزة هناك.

وورد النبأ بعد أيام من تقارير أفادت الأسبوع الماضي بوجود محادثات بين مسؤولين من الولايات المتحدة وطالبان، حول اقتراحات بوقف إطلاق النار في أفغانستان وانسحاب القوات الأجنبية في المستقبل قبل مفاوضات سلام محتملة.

إلى ذلك، أكد السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، أنه ليس لإيران أي وجود عسكري أو قواعد أو حتى تواجد استشاري في العراق.

وقال مسجدي، في تصريحات أمس الأول، إن جميع المستشارين الذين قدموا إلى بغداد، عبر التنسيق مع الحكومة العراقية، لتقديم الدعم في حربها ضد "داعش"، غادروا الأراضي العراقية بعد إعلان النصر على التنظيم المتشدد، وعادوا إلى البلاد.

وتابع السفير الإيراني: "لكن خلافا لطهران فقد عمدت أميركا، ورغم نهاية داعش، إلى الاحتفاظ بقواتها في المنطقة"، مشيرا إلى أن أميركا بدلا من أن تعلن نهاية مهامها العسكرية استمرت في تعزيز قواعدها ومعسكراتها وإقامة قواعد جديدة لها.

وفي معرض تعليقه على أسباب انسحاب القوات العسكرية الأميركية من سورية، اتهم مسجدي واشنطن باتخاذ تلك الخطوة من أجل "افتعال الأزمات وعرقلة جميع الجهود الهادفة إلى إرساء السلام والاستقرار في المنطقة".