مع عودة التشاؤم ليُخيّم مجددا على أجواء تشكيل الحكومة اللبنانية، بعدما كان التفاؤل سيّد الموقف الأسبوع الفائت، وبأن حكومة العهد الأولى ستكون عيدية اللبنانيين، لفتت مصادر متابعة الى أن "مشاورات تشكيل الحكومة لم تعد الى نقطة الصفر، بل ستنطلق مجددا ومن نقطة التفتيش عن اسم جديد بدلا من جواد عدرا، وهذا يتم إما بالتفاوض مباشرة مع اللقاء التشاوري، أو عبر وسيط من أجل الاتّفاق على هذا الاسم".

يأتي كل ذلك في وقت تُعتبر محاولة تحديد العوامل الحقيقية التي أدت الى سقوط المبادرة الرئاسية الحكومية نهاية الأسبوع الماضي، مهمّة شاقة، نظرا الى كثرة المسبّبات المحتملة التي تبدأ بالداخل، حيث الصراع على الثلث المعطل، إضافة إلى النزاع حول الحقائب الدسمة، توقفت مصادر سياسية متابعة عند تصدّع العلاقات بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله".

Ad

وقالت المصادر إن "الكلام المقتضب الذي أطلقه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس الأول من بكركي، الذي قال فيه "نعيش أزمة تأليف الحكومة، صلوا لكي تحل الصعوبات. يبدو أن البعض يخلق تقاليد جديدة في تأليف الحكومة لم نألفها سابقا، ونحتاج لبعض الوقت لإيجاد الحلول لها، بدا موجّها الى الحزب"، لافتة إلى أن "إجراء جردة سريعة للقوى السياسية المعنية بالتشكيل ولمواقفها، يقود الى الاستنتاج بأن رئيس الجمهورية كان يقصد حزب الله".

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "الاتصالات جامدة، وأحد لا يقوم بأي خطوة في ملف تشكيل الحكومة بعد كلّ هذه العقد". وقال خلال لقاء "الأربعاء النيابي" أمس: "قدمت كل ما يمكن من تسهيلات لتأليف الحكومة، ولم ولن أندم عما فعلته في هذا الإطار".

وأضاف: "قلنا للرئيس المكلف سعد الحريري منذ اليوم الأول إننا نريد 6 وزراء كثنائي شيعي علما بأنه يحق لنا بـ8 وزراء وبضرورة تمثيل النواب السنّة، ونخشى من قطبة مخفية لها علاقة بالخارج"، لافتا الى أن "لا حل إلا بالدولة المدنية، فكل المصائب التي نعانيها ناجمة عن الطائفية والمذهبية اللتين تستشريان أكثر فأكثر".

من جهته، أكّد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي أنّ "الرئيس بري ضحى في سبيل تشكيل الحكومة"، مشدّدًا على أنّه "لم ولن يندم على هذه التضحيات".

وقال في تصريح بعد لقاء "الأربعاء النيابي"، أمس، إنّنا "لا نريد اتهام أحد بتأخير التشكيل"، معتبرا أنه "من حق اللبنانيين أن يكون لديهم حكومة". وختم: "الاتصالات جامدة حتى من قبل المعنيين بالتشكيل". وردًا على كلام الرئيس عون أمس الأول في بكركي، قال بزي إن "الدستور واضح في عملية تشكيل الحكومة".

وفي سياق منفصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، إن "عملية تدمير أنفاق حزب الله شارفت على الانتهاء".

وأضاف خلال زيارة لموقع العمليات: "قمنا بعمل استثنائي هنا لمنع حزب الله من استخدام سلاح الأنفاق".

وكانت إسرائيل قد أطلقت في الرابع من ديسمبر عملية واسعة النطاق على الحدود الشمالية للكشف وتدمير أنفاق حفرها "حزب الله".