احتفاليات الوهم العربي... إلى متى؟!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
حقيقة إن كل تلك المشاريع العربية والمليارات التي تصرف عليها يهدرها الفساد وحكم الفرد، وغياب تداول السلطة وتجدد الأفكار والرؤى نتيجة غياب المشاركة الشعبية في صنع مستقبلها، وبقاء القرار في يد شخص واحد هو القائد العربي الذي يسوق لشعبه سلعة واحدة هي "الأمن" أو الخراب عن طريق إبراز المثل السوري واليمني، وتقسيم المجتمعات وإطلاق المتطرفين في المجتمعات وتطبيق سياسة "فرق تسد" التي ورثها معظم القادة العرب عن المستعمر الأجنبي، ويطبقونها بكل احتراف ومهارة.لذا فإن فلكلور احتفاليات المشاريع العربية الكبرى بمعية القائد الملهم والمجدد وكل صفات التفخيم التي ترافقه هي وهم، وتلك المشاريع سيبدد جدواها الفساد والتسلط وحكم الرجل الواحد، وما يصاحبه من ديكور مجالس الشعب والأمة والوطني والنواب والشورى الصورية والدساتير المفرغة من مضمونها، والسلطات التي تنتهي جميعاً في يد القائد الذي يحمل كل الصفات التي أشرنا إليها سابقاً، وكل تلك المشاريع سيكون مآلها ما سبقها من مشاريع لم تطور واقع العرب، ولم تمنحهم الرفاهية والاستقرار والقوة والاحترام بين الأمم، ولن يحدث ذلك حتى يأتي اليوم الذي تحكم فيه هذه الشعوب نفسها وتصنع قراراتها وتحدد مصيرها.