اتهم الرئيس المصري السابق حسني مبارك حركة حماس بإدخال 800 مسلح من عناصرها إلى مصر يوم 29 يناير عام 2011 لمهاجمة السجون وإطلاق النار على المتظاهرين غداة جمعة الغضب في ميدان التحرير.

وفي المرة الأولى التي يتحدث علناً عن أحداث الانتفاضة الشعبية الجارفة التي أنهت حكمه، قال مبارك، في شهادته أمس أمام محكمة جنايات القاهرة بقضية اقتحام السجون المتهم فيها الرئيس السابق محمد مرسي وقادة جماعة الإخوان، إن هدف «حماس» كان مساعدة الجماعة، وزيادة الفوضى.

Ad

وحضر الرئيسان مبارك ومرسي في قاعة واحدة، لكن الأول (90 عاماً) كان يجلس على مقعد الشهود ومعه ولداه علاء وجمال ومحاميه فريد الديب، وبدا بصحة جيدة وإن كان متكئاً على عصا، في حين كان الثاني محتجزاً داخل قفص حديدي يفصله حاجز زجاجي لا يمكّنه من الحديث إلا بإذن القاضي.

وذكر مبارك، في شهادته، أن المتسللين من قطاع غزة عبر الأنفاق استعملوا السلاح، وضربوا أقسام الشرطة من رفح إلى «الشيخ زويد» والعريش، وبعدها دخلوا البلاد وتوزعوا في أماكن كثيرة، منها السجون وميادين القاهرة، وخصوصاً ميدان التحرير، ثم أطلقوا النار على المتظاهرين من فوق أسطح المنازل، وهرَّبوا المساجين من حزب الله و«حماس» و«الإخوان».

وأضاف أن اللواء الراحل عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات في عهده، أبلغه بوجود «عناصر دخلت مصر عبر الأنفاق، في صباح 29 يناير عام 2011، يصل عددهم إلى 800 وهم من أعضاء حركة حماس»، وأن «هناك أشخاصاً من شمال سيناء لا أعرف هويتهم سهّلوا لهم الأمور».

وقدّم مبارك للمحكمة مذكرة طلب فيها عدم الإجابة عن الأسئلة التي تتعلق بالأمن القومي إلا بعد استئذان رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة، وأن يكون الإذن كتابياً، وعقبت المحكمة بأن له حرية الاختيار، فرفض الإجابة عن بعض الأسئلة.

وفي معرض شهادته التاريخية، أكد مبارك أن جماعة الإخوان عقدت قبل ثورة 25 يناير عدة اجتماعات في لبنان وسورية مع «حزب الله» و«حماس»، مضيفاً: «كنت أعلم بتلك الاجتماعات، وكانت مرصودة، لكن عن أي شيء تحدثوا لا أعلم».

وبرر مبارك تخليه عن الحكم وتسليمه إلى القوات المسلحة بأنه كان يخشى على مصر من سقوط الدولة، «فجماعة الإخوان مدعومة بعناصر من حماس وحزب الله وآخرين كانت تريد ذلك، إضافة إلى قيام المرشد الإيراني علي خامنئي بإلقاء خطبة الجمعة باللغة العربية في ٤ فبراير ٢٠١١، لتشجيع الفوضى في مصر».

وبعد الانتهاء من الإدلاء بشهادته، حدثت مواجهة مثيرة بين مبارك والقيادي الإخواني أحد المتهمين في القضية محمد البلتاجي، حيث سمحت له المحكمة بتوجيه أسئلة إلى الشاهد، لكنها منعته من استكمالها بعدما قال إنه سيدعو الله بذهاب بصر الكاذب منهما. ورد الرئيس السابق بالتذكير بأنه تدخل لدى إسرائيل لإطلاق سراح البلتاجي بعدما ألقت القبض عليه في سفينة الإغاثة التي كانت متجهة إلى غزة.