تدور قصائد ديوان «مناسب جداً للوحدة» حول مدينة بيروت كما رآها الشاعر سالم الشهباني، راصداً التداخلات والنقاط المشتركة المتشابهة بين العاصمة اللبنانية والمدن الأخرى التي زارها. والديوان قصيدة واحدة طويلة تتحدث عن بيروت التي تقع في الشوارع الخلفية، وليس الشوارع السياحية المشهورة... بيروت التي عرفها في عمال المقاهي والبائعين المتجولين ومظاهر كثيرة. لذا فإن الديوان يقدم وجهة نظر غريب يمشي في شوارع بيروت سيراً على القدمين.
ومن الجهة الفنية يشتبك الديوان مع ميراث الشعر العربي القديم والمعاصر من خلال تضمين بعض الأبيات الشعرية التي تنتمي إلى الميراث العربي من أمرئ القيس ومجنون ليلى وأحمد شوقي، كذلك يتنقل الأسلوب بين اللغة العربية الفصحى وبين العامية المصرية.وتعتمد تجربة الشاعر على المقاطع الشعرية المتصلة التي ترصد وتتجادل وتتناص مع كل ما هو موروث مشترك بين العاصمة اللبنانية والعواصم الأخرى، خصوصاً القاهرة.
ملهمة الشعراء
ألقى الشهباني أبياتاً من ديوانه «مناسب جداً للوحدة»، متنقلاً بين ساقية الصاوي ودار الأوبرا وغاليري القاهرة ومركز الحرية والإبداع في الإسكندرية بمصاحبة الموسيقى، ونظم الأخير حفلة مجانية ولقاء مفتوحاً للجمهور بمشاركة الفنان محمد عصام. وقال الشهباني عن تجربة ديوانه الجديد «إن التفاصيل والتقاطعات الخاصة في العاصمة اللبنانية، هي التي جعلت بيروت ملهمة الشعراء الكبار، كدرويش ونزار قباني وغيرهم، مشيراً إلى أن تجربتة في «مناسب جداً للوحدة» هي الأقرب إلى قلبه.أبنودي جديد
سالم الشهباني أحد أبرز شعراء العامية في مصر. تتلمذ على يد الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي. وهو من أصول بدوية، ينتمي إلى قبيلة «الحويطات» بجنوب سيناء. صدر له 11 ديواناً شعرياً حتى الآن من بينها «ولد خيبان، والسنة 13 شهراً، والقطة العمياء، والملح والبحر، والوداع ، والحواس الخمس»، وغيرها. حصل على جوائز عربية ودولية عدة، وتُرجم بعض قصائده إلى الإنكليزية والروسية والفرنسية.من أشعاره: بحبك حبيبتي حقيقي ولكنبتسرقني منك ساعات الأماكنبتكسرني غيبة غريبة علياولا الأرض ماشية ولا الجرح ساكنمتاهة وغربةودمع وشرودورعشة بتمسك ف روحي وجسميكأني الخريطةاللي مالها حدود.