رياضة النوم
بالنسبة إلى النوم، لابدّ للجسم والنفس أن يأخذا حظهما من الراحة، بعد الجهد والعمل، وخصوصاً عند الإحساس بالحاجة إلى ذلك، فتكون هذه الدقائق من الاسترخاء في النوم، هي الجرعة الناجعة التي تعيد شحن الجسم والطاقات الداخلية لاستعادة نشاطها، لذلك لا ينصح به بعد الأكل مباشرة، ويفضل أن يكون بعد الأكل بساعة على الأقل، حتى يستقر الطعام في المعدة، مع النوم على الجنب الأيمن لتسهيل انحدار الأكل أسرع إلى المعدة، وعادة ما تأتي قيلولة الظهيرة بعد الغداء وقبل العصر، لما فيها من تسريع هضم الطعام، بسبب "غوران" الحرارة الغريزية في وقت النوم، إلى باطن الجسم، فتعين على تحليل الأكل والاستفادة منه. كما يعمل النوم على تجديد القوى، وإعادة شحن الطاقات الإيجابية، وطرح السلبية بالاسترخاء العام للعضلات والدماغ، لاسيما إذا كان السرير أو الفراش أقرب إلى الأرض، بما أنها متعادلة الشحنات، حسب نظريات الفانغ شوي الصيني القديم، وبذلك نضمن للجسم الهدوء والسكينة وإعادة النشاط والانتعاش، لكل من النفس والجسم.
لقد أثبتت الدراسات، وبعضها مازال قيد البحث، أن النوم في ساعات الضحى، من أهم الأسباب المورثة لآلام المفاصل والروماتيزم، وذلك أن هذه الساعات هي قمة ساعات انتباه الجسم، ونشاط الطاقات الداخلية واستعدادها للعطاء والعمل، والرياضة بنوعيها النفسية والجسمية في أوجها، فيعمل على تثبيط الجسم وطاقاته، ويجبره على ترسيب المحللات الناتجة عن الطعام، وعدم استهلاكها أو الحرق جيداً، مما يؤدي إلى خمول وتعب العضلات وارتخائها, مما يسبب ضعفاً عاماً في الجسم. ومع التعود على ذلك وتكراره فإنه يؤدي أيضاً إلى ترسب الأملاح والمعادن في الأنسجة والمفاصل، بدلاً من أن تأخذ طريقها مع الحركة وشرب الماء إلى العظام والدم، والأماكن المراد بناؤها وتغذيتها. كما أن النوم قد يؤثر على التركيز وسعة الذاكرة, وقد ورد قديماً أن النوم بعد العصر يورث الخَرف والجنون، وقد نقل عن بعض السلف أنه قال "مَن نام بعد العصر فاختُلِس عقله، فلا يلومنّ إلاّ نفسه".* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية