حينما كنت أعمل على تأليف كتاب حول بدايات دخول السيارات في الكويت، وتاريخ رواد قيادة السيارات ومالكيها، والذي جاء عنوانه "السيارة في التاريخ الكويتي" وصدر عام 2010، أهداني الزميل العزيز الأستاذ طارق الفرحان صورة لرخصة قيادة والده المرحوم، بإذن الله تعالى، عبدالله أحمد الفرحان. هذه الرخصة لم تكن صادرة في الكويت بل في الهند عام 1941م، ولذلك اهتممت بها ونشرتها في كتابي، الذي أشرت إليه مع تعليق بسيط عليها. ويشاء الله سبحانه وتعالى أن أعمل فيما بعد على كتاب توثيقي عن تاريخ منطقة الروضة وسكانها، وذلك في نفس العام، حيث صدر الكتاب تحت عنوان "الروضة تاريخ وشخصيات"، وفيه كتبت نبذة عن حياة عبدالله أحمد الفرحان، مع تفاصيل لم أذكرها في كتاب السيارة، لكونه أحد سكان هذه المنطقة منذ إنشائها في منتصف الستينيات. قد يتساءل أحد القراء حول رخصة قيادة الفرحان، فيقول لماذا صدرت في الهند؟ فأجيبه بالقول إن عبدالله الفرحان، رحمه الله، ولد في الحي القبلي بمدينة الكويت عام 1925م في بيت والده، الذي يقع بالقرب من براحة الفلاح المعروفة، وبجانب بيت الزاحم، والهولي، والشرهان، والطبطبائي، والفلاح، والسدحان، وغيرهم، وبالقرب من مسجد الشرهان. وبعد أن تلقى

Ad

رخصة قيادة عبدالله الفرحان

تعليماً أولياً في كتاتيب الكويت، وبعض التعليم في المدارس القديمة، قرر والده، رحمه الله، أن يرسله إلى الهند للعمل مع أحد تجار الكويت المقيمين في بومبي، وهناك عاش عبدالله الفرحان سبع سنوات متتالية لم يستطع خلالها العودة إلى الكويت، وعند وفاة والده، بعد ذلك، اضطر إلى العودة إلى بلاده والاستقرار فيها. وفي الهند تعلم، رحمه الله، قيادة السيارة، واستخرج رخصته التي بقيت ذكرياتها معنا. ونلاحظ أنه في أعلى الرخصة جاء العنوان "رخصة قيادة الهند البريطانية"، التي تعكس وجود الحكم البريطاني في الهند، كما نلاحظ أن صورة صاحب الرخصة موجودة وبجانبها توقيعه باللغة العربية، أما في أسفل الرخصة فنلاحظ وجود بعض الإرشادات التي تتعلق بالانعطاف نحو اليمين أو اليسار، وذلك قبل اختراع إشارات المرور المنتشرة اليوم في جميع أنحاء العالم. هذه الرخصة اعتبرها نادرة، لكونها صدرت لمواطن كويتي في الهند في تلك الفترة من القرن الماضي. وقبل أن أختم مقالي، من المفيد أن أشير إلى أن عبدالله الفرحان، الذي تُوفي عام 1984م، كان لديه اهتمام شديد وخبرة كبيرة في الميكانيكا والكهرباء والحدادة والصباغة والنجارة. كما كان يعشق زراعة النخل والفواكه في منزله، ويقضي الكثير من وقته في سنوات حياته الأخيرة بالعناية بها. وللمرحوم الفرحان خمسة أولاد هم: أحمد، وطارق، ود. سعود، وحمود، وضاري، وابنتان.