بَكتِب اسمك... يا حبيبي!
قبل أعوام، وفي أحد المساجد المشهورة بالكويت، حان وقت أذان الظهر، ولأن المؤذن تأخر عن الموعد، تقدم صاحبنا، الشاب الملتحي ذو البنطلون الجينز، وأذّن للصلاة.انتهت دقائق الانتظار، وأقيمت الصلاة، واصطف المصلون خلف الإمام، وبمجرد بدء الصلاة، رنّ هاتف صاحبنا المؤذن المتطوع، واندفعت فيروز صائحة «بكتب اسمك يا حبيبي عالحور العتيق»، ولأن صاحبنا كان يخشى بطلان صلاته لو أنه أخرج هاتفه وأسكته! فقد ترك فيروز تكتب اسم حبيبها كيفما شاءت، وتعيد كتابته مراتٍ، لينشغل بها المصلون حتى عن قراءة الفاتحة! وهنا اضطر أحد المصلين إلى الخروج من الصلاة و«وكز» صاحبنا قائلاً: «يا أخي سكّر تليفونك، بوّظت علينا الصلاة»!... وهنا خرج صاحبنا من الصلاة، وأغلق هاتفه، وترك المسجد، وخيراً فعل، لأنه لو بقي إلى حين انتهاء الصلاة، لربما «كتب» بعض المصلين اسمه في سجلات المتوفين يومها!
كثير من الناس يظنون أن صلاتهم قد تبطل لو أن أحدهم تخلى عن «وقار» الصلاة، وأخرج هاتفه، وأغلقه أو «صمّته»، والبعض الآخر يُدخل يده في جيبه و«يسكّر السّكة» في وجه المتصل؛ الذي يظن أن هناك مشكلة في الشبكة، فيعاود الاتصال، في حين يواصل صاحبنا غلق الخط في وجهه مرة بعد أخرى! أما التصرف اللائق إذا نسي أحدنا هاتفه مفتوحاً، ليفاجأ به وهو يرن في أثناء الصلاة، فالصحيح والأسلم - كما قال لي إمام مسجد واع - أن يخرجه بكل هدوء ويغلقه، مع استمراره في الصلاة، كي لا يزعج غيره و«يشوشر» عليهم، غير أن الأفضل منذ البداية أن يُخرج هاتفه قبل دخول المسجد ويجعله صامتا أو يغلقه. وفي هذا الصدد على إمام المسجد أن ينبه قبل بداية كل صلاة إلى ضرورة غلق الهواتف أو «تصميتها»، على أن يلتزم هو نفسه بذلك أولاً، فقد حدث أن أحد الأئمة، رنّ هاتفه ذات مرة وهو ينصح المصلين بإغلاق هواتفهم مما قد يدخله تحت طائلة «لمَ تقولونَ ما لا تفعلون»؟!وفي الختام، فمن طريف ما سمعت في نصح إمام للمصلين بشأن غلق الهواتف أنه قال لهم: «هل منكم من يستسيغ دخول المسجد بحذائه؟ فقالوا: لا... فقال ولا الهاتف أيضا، اخلع حذاءك، ومعه اخلع هاتفك، أي أسكته وأغلقه»!ومع احترام خصوصية كل مسلم في اختيار نغمة الرنين التي تعجبه، فإنه يفضل، مع ارتياده لمساجد الله، ألا يختار نغمة صاخبة أو «فائقة الطرب» وليكتب كل واحد اسم حبيبه أو حبيبته في بيته، لا في بيوت الله.