فشلت المفاوضات بين الديمقراطيين والجمهوريين، أمس الأول، بإنهاء إغلاق جزئي للحكومة الأميركية، وأُجّلت حتى العام الجديد، أي آمال بإنهاء المأزق حول الموازنة بسبب طلب الرئيس دونالد ترامب تمويل جدار حدودي مع المكسيك لوقف عبور المهاجرين.

وبعد جلسة لمجلس الشيوخ دامت دقائق معدودة في حضور قليل بسبب عطلة عيد الميلاد، تم تأجيل الاجتماع حتى العاشرة صباحاً من الاثنين المقبل، لكنّ إكمال المداولات في شأن الموازنة سيتم فقط الأربعاء المقبل في اليوم الـ 12 للإغلاق الحكومي.

Ad

وبقي كل طرف على موقفه، مع رفض الديمقراطيين تخصيص أموال لجدار ترامب وإصرار الرئيس على أنه لن يمول الحكومة إلا إذا حصل على تمويل للجدار.

وبعد أن حمّل المعارضة الديمقراطية مجدداً المسؤولية عن إغلاق الوكالات والمؤسسات الاتحادية، هدد ترامب، في تغريدة أمس، بإغلاق الحدود مع المكسيك إذا لم يوافق الكونغرس على تمويل بناء الجدار الحدودي و»كذلك تغيير قوانين الهجرة السخيفة التي يعاني منها بلدنا».

واتهمت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز الديمقراطيين «باختيار الإبقاء على إغلاق الحكومة بشكل علني لحماية المهاجرين غير الشرعيين بدلاً من الشعب الأميركي».

وأضافت: «الإدارة تتفهم هذه الأزمة وقدمت حلاً معقولاً وعقلانياً للديمقراطيين قبل خمسة أيام ولم نتلق رداً واحداً. لقد بقي الرئيس وفريقه في واشنطن خلال عيد الميلاد أملاً في التفاوض على اتفاق من شأنه أن يوقف الأزمة الخطيرة على الحدود وحماية المجتمع الأميركي وإعادة فتح الحكومة بينما قرر الديمقراطيون العودة إلى منازلهم».

في المقابل، قال العضو الديمقراطي البارز في مجلس الشيوخ ديك دوربين، إنه «لا نهاية تلوح في الأفق لإغلاق الحكومة». وتابع: «لقد أخذ ترامب حكومتنا رهينة بسبب مطلبه الفاضح لتمويل جدار حدودي كلفته خمسة مليارات دولار سيكون إسرافاً وغير فعال على حد سواء».

ويجمّد النقاش حول الجدار التصويت على إقرار الموازنة، ما يحرم نحو 800 ألف موظف فدرالي من رواتبهم ويوقف عمل أجزاء غير أساسية من الحكومة.

«نايفي سيلز»

على صعيد آخر، قد يكون الرئيس الاميركي دونالد ترامب كشف عن طريق الخطأ هوية أحد العناصر في وحدة النخبة «نايفي سيلز» خلال زيارته القصيرة المفاجئة إلى العراق الأربعاء الماضي.

وتحركات هذه الوحدة محاطة عادة بسرية. وإذا تم تصوير عناصرها في ساحات المعركة يتم التشويش على وجوههم لعدم التعرف على هوياتهم.

لكن بعد زيارته لقاعدة الأسد الجوية في محافظة الأنبار نشر ترامب على «تويتر» فيديو مع عسكريين أميركيين.

وفي لقطة يرفع ترامب أصبعه تأييداً قرب مجموعة قد تكون تضم عناصر من القوات الخاصة.

وخلال التصوير في قاعة الطعام في القاعدة، قال رجل يدعى كيو لي لترامب إنه قس في «نايفي سيلز». وأوضح العسكري أن ترامب رد قائلاً: «في هذه الحالة لنلتقط صورة».

رغم أن الرئيس الأميركي قادر على رفع السرية عن معلومات وأن تغريدته لم تخرق القواعد، اتهمه مراقبون بأنه ارتكب خطأ.

زيارة العراق

وفي طهران، شجب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، زيارة ترامب للعراق، وقال إنه «دخل مثل اللصوص ولم يهتم به أحد، وزيارته تعبّر عن عدم احترام واشنطن للسيادة العراقية».

وقال قاسمي في تصريح مساء أمس الأول: «كما قال السيد ترامب في خطابه أمام عسكريي بلاده، في قاعدة عين الأسد» فإنه ورغم تدخلاتهم التي لا تحصى ونفقاتهم بآلاف مليارات الدولارات، والأثمان الغالية التي دفعوها على حساب سمعتهم التي لا تعوض للشعب الأميركي، والتي أدت إلى الوجود العسكري اللاقانوني وغير الشرعي في المنطقة، وخصوصاً في العراق، فإن ترامب مضطر لأن يدخل أرض إحدى دول المنطقة بصورة سرّية تماماً، أو بالأحرى بلصوصية، وتحت أشد الإجراءات الاستخباراتية – الأمنية وأن يتعرض هكذا للانتقاد من المحللين وعدم اكتراث من المسؤولين العراقيين والمعارضة ومن الشعب العراقي عامة».

آر فورس وان

ورغم كل الاحتياطات، تمكن مصور هاو من التقاط صورة للطائرة الرئاسية (آر فورس وان) أثناء مرورها في الأجواء البريطانية في طريقها إلى العراق خلال رحلة ترامب السرية الأربعاء الماضي.

وكتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية، انه «رغم ذلك، لم يأخذ الجيش الأميركي في اعتباره أن أحد سكان مدينة شيفيلد شمال إنكلترا قد يتمكن من تصوير الطائرة الرئاسية ويساعد عن غير قصد في نشر أخبار الرحلة السرية بينما كان ترامب لا يزال يحلق في طريقه إلى العراق».

وقال المصور ألان ميلوي، إنه تمكن من تصوير الطائرة عن طريق الصدفة من شرفة منزله بعد أن لمحها تطير فوق أجواء شيفيلد. وبعد تحميل الصورة إلى موقع مشاركة الصور، تم التقاط الصورة من قبل عشاق الطائرات الآخرين الذين دمجوها مع بيانات تتبع الطائرات المتاحة للجمهور والمتعلقة برحلة عسكرية غامضة.