الجيش السوري يدخل منبج ويرفع العلم... وزحف «تركي» إليها

● إردوغان يعد الأكراد بدرس
● المنامة: لم ننقطع عن سورية
● موسكو: لا سبب لبقاء إيران

نشر في 29-12-2018
آخر تحديث 29-12-2018 | 00:05
بعد أكثر من أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره سحب قواته من سورية بالكامل، استجاب الرئيس السوري بشار الأسد على الفور لدعوة وجهتها الوحدات الكردية لدخول منبج، لحمايتها من التهديدات التركية.
مع تلقي دمشق دفعة دبلوماسية كبيرة من الإمارات والبحرين، وترقب لتغير مواقف دول عربية وخليجية وتطبيع علاقاتها مع سورية لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، أعلن الجيش السوري، أمس، دخول وحداته إلى منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً.

ووسط مخاوف من تصادم وشيك، أعلنت فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة، أن قافلاتها وقوات تركية بدأت تحركها باتجاه مدينة منبج بريف حلب الشمالي، لإظهار «استعدادها الكامل لبدء عمليات عسكرية».

وبعد وقت قصير من توجيه الوحدات الكردية دعوة إلى دمشق للانتشار في المنطقة، لحمايتها من التهديدات التركية، أوردت قيادة الجيش، في بيان تلاه متحدث عسكري ونقله الإعلام الرسمي السوري: «استجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها».

وأكدت قيادة الجيش على «أهمية تضافر جهود جميع أبناء الوطن في صون السيادة الوطنية، وتجدد تأكيدها وإصرارها على سحق الإرهاب، ودحر كل الغزاة والمحتلين عن تراب سورية الطاهر».

ولم تذكر القيادة ما إذا كانت وحداتها دخلت إلى مدينة منبج أم انتشرت في ريفها، إلا أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أفاد عن «انتشار أكثر من 300 عنصر من النظام والقوات الموالية له على خطوط التماس بين مناطق قسد والقوات التركية مع الفصائل السورية الموالية لها»، مؤكداً أن النظام «فرض ما يشبه طوقاً عازلاً على منطقة منبج من جهتي الغرب والشمال».

وجاء إعلان قيادة الجيش بعد وقت قصير من دعوة القيادة العامة لوحدات حماية الشعب الكردية دمشق إلى إرسال قواتها إلى منبج، لحمايتها من التهديدات التركية، في خطوة جاءت بعد إعلان واشنطن الأسبوع الماضي قرارها بسحب قواتها الداعمة لأكراد سورية.

وأوردت الوحدات الكردية، في بيان: «في ظل التهديدات المستمرة من الدولة التركية لاجتياح شمال سورية ندعو الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضاً وشعباً وحدوداً إلى إرسال قواتها المسلحة» من أجل «حماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية»، مؤكدة أنها «تعمل مع دمشق على سد الطريق أمام تركيا، ومن ثم نحل المشاكل الداخلية».

درس تركي

في المقابل، شكك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في دخول الجيش السوري إلى مدينة منبج ووصف إعلانه بالحملة النفسية، محذراً من أنه يأخذ الأمر على محمل الجد، وأنه يسعى لأن يلقن المسلحين الأكراد درساً ليس فقط في منبج وحدها.

وطالبت وزارة الدفاع التركية كل الأطراف بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات تزعزع استقرار المنطقة، مؤكدة أن الوحدات الكردية ليس لها الحق، أو السلطة، لدعوة عناصر أخرى لدخول منبج.

محور أستانة

وعلى وقع التطورات الجديدة والسريعة، واستعداد واشنطن لسحب قواتها، يجري الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني محادثات حول سورية في مطلع 2019 في موسكو.

وقبل قمة لرؤساء الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة، يتوجه وفد تركي يضم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي آكار، اليوم، إلى روسيا لإجراء مفاوضات مع نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو حول الانسحاب الأميركي، الذي أعلنه ترامب الأسبوع الماضي.

القوات الإيرانية

وفي تطور لافت، أكد مبعوث الكرملين ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، لوكالة «بلومبيرغ» الأميركية، أمس الأول، أن القوات الإيرانية والموالية لها ستنسحب من سورية بعد إعادة وحدة أراضيها، معتبراً أنه «لن يكون لديهم سبب للبقاء هناك، في حال إعادة السيادة لسورية ووحدة أراضيها».

وفي حين رحب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالتوجه الإيجابي وعودة المناطق الكردية إلى سيطرة حكومة الأسد، اعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، خطط أنقرة لتنفيذ عملية عسكرية بمنطقة شرق الفرات، التي تتمركز فيها «قسد» والقوات الأميركية، ضرورة لمحاربة الإرهاب واستعادة سيادة سورية، داعياً واشنطن لتوضيح نهجها في سورية، خاصة على ضوء سحب قواتها منها واستمرارها بالنكوث دائماً في تعهداتها، كما فعلت في منطقة التنف.

المنظومة العربية

وعقب محادثات مشتركة، شدد لافروف ونظيره الأردني أيمن الصفدي، على ضرورة التوصل لحل سياسي وإنهاء الأزمة، واستعادة سورية لدورها في منظومة العمل العربي المشترك.

وأكد لافروف أهمية أن تلعب الدول العربية دوراً إيجابياً لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن الهدف الرئيس والنهائي من الجهود المبذولة في إطار مسار أستانة هو القضاء على الإرهاب، وإنشاء ظروف ملائمة للعيش بأمان لجميع مكونات الشعب.

بدوره، جدد الصفدي «موقف الأردن الثابت، من أنه لابد من دور عربي إيجابي لإيجاد حل سياسي يحفظ وحدة سورية وسيادتها واستقلالها ودورها في تعزيز استقرار المنطقة ومنظومة العمل العربي المشترك»، مبيناً أن إنهاء «الكارثة والأزمة» يتطلب تعاوناً وتنسيقاً مع روسيا.

دفعة دبلوماسية

وبعد ساعات على إعادة فتح سفارة الإمارات في العاصمة السورية، أعلنت البحرين، أمس، «استمرار» العمل في سفارتها بدمشق، وكذلك في السفارة السورية بالمنامة، وأن الرحلات الجوية بين البلدين «قائمة دون انقطاع».

وأكدت الخارجية البحرينية أهمية «تعزيز الدور العربي وتفعيله من أجل الحفاظ على استقلال سورية وسيادتها ووحدة أراضيها ومنع مخاطر التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية».

ولاحقاً، كتب وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد، على حسابه على «تويتر»، «لم ننقطع عن سورية ولم تنقطع عنا، رغم الظروف الصعبة»، مضيفاً: «نقف مع هذا البلد في إعادة الاستقرار إلى ربوعه وتحقيق الأمن والازدهار لشعبه الشقيق».

دمشق وعمان

ومع هبوط طائرة تابعة لشركة «أجنحة الشام» السورية بمطار المنستير بتونس، لأول مرة منذ نحو ثماني سنوات، دعا القائم بأعمال سفير دمشق لدى عمان، أيمن علوش، الأردن لإكمال طاقم سفارته في سورية ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما، متعهداً بأن «أي خطوة إيجابية من الجانب الأردني ستتم مقابلتها بخطوة إيجابية بنفس المستوى إن لم تكن أكثر من الحكومة السورية».

وعلى الأرض، أغرقت مياه الأمطار التي تساقطت بغزارة اليومين الأخيرين مخيمات النازحين المنتشرة في مناطق الشمال السوري، وأغرقت الخيم والفرش والأغطية وجرفت الأواني المنزلية والمقتنيات البسيطة التي يملكونها وحوّلت الأراضي والحقول المحيطة لمستنقعات كبيرة.

دمشق تدعو الأردن لإكمال طاقم سفارته وأول رحلة طيران سورية تصل إلى تونس منذ أكثر من 8 سنوات
back to top