إيران لتوغل اجتماعي واقتصادي طويل بسورية
علمت «الجريدة» من أحد مساعدي رئيس مقر «خاتم الأنبياء»، التابع للحرس الثوري الإيراني، أن عناصر المقر تعكف حالياً على دراسة مشاريع هندسية إنمائية طويلة الأمد في سورية، حيث ترجح التقديرات أن البلد العربي المدمر جراء الحرب الأهلية يحتاج إلى 600 مليار دولار لإعادة إعماره.ولفت المصدر إلى أن طهران لن تقوم باستثمار مباشر في إعمار سورية، لكنها ستوجه مصرفها المركزي ليقوم بتأمين الضمانات للمشاريع التي يسعى النظام الإيراني من خلالها إلى توظيف السوريين الموالين له، لكي يكون لديهم صلة تضمن بها استمرار تبعيتهم لها بعد انتهاء الحرب.
وأضاف أن الحرس الثوري طلب من جميع المؤسسات الإيرانية دراسة مشاريع لاستثمار ما وصفها بمكاسبه العسكرية، اقتصادياً في سورية. وعليه بدأت وزارة الزراعة الإيرانية دراسة مشاريع للتنمية الزراعية وتربية المواشي والدواجن والأسماك في دمشق، وتدريب مزارعين ومولدي أسماك ودواجن على الأنظمة الإيرانية، كي تبدأ بإقامتها تحت إشراف عناصر مقر «خاتم الأنبياء».وأشار المصدر إلى بدء وزارة العلوم والتكنولوجيا الإيرانية إنشاء جامعات مشتركة مع الجامعات السورية ووزارة التربية الإيرانية، حيث بدأت بإنشاء مدارس إيرانية في سورية، كي تقوم بتربية كوادر وطلاب يدينون بالولاء لطهران في البلد العربي.وأكد أن الحوزة العلمية لمدينة قم قررت إنشاء مدارس دينية في سورية، حيث إن جامعة المصطفى أنشأت فرعا لها لتربية رجال الدين وتدريس العلوم الدينية، ثم تبعتها جامعة فارابي والجامعة الحرة وجامعة المذاهب الإسلامية في نوفمبر الماضي.وأوضح مساعد رئيس مقر «خاتم الأنبياء»، الذي كان يعمل في وزارة التربية، وهو عضو سابق في الحرس الثوري، أن وزارة التربية الإيرانية أنشأت مدارس تعليم ابتدائي ومتوسط وثانوي في سورية منذ عدة سنوات، وأسست معاهد لتدريس اللغة الفارسية، وتقوم حتى في بعض المدارس بدفع منح دراسية للطلاب السوريين، بين خمسين ومئة دولار شهرياً، كي تشجع العائلات الفقيرة، وخصوصاً غير الموالية للحكومة السورية أو إيران، كي تسجل أولادها فيها، بهدف «تخريج الكوادر التي تحتاجها مستقبلاً في سورية».