بعد أن بلغ الخلاف بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» دركاً غير مسبوق، وانفجر تبادل الاتهامات بين جمهور الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التابعة لكل منهما، على خلفية سقوط المبادرة الرئاسية الحكومية، انطلقت في الساعات الماضية مساعٍ يضطلع بها في شكل خاص المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، لتطويق ذيول التباين وفرض «هدنة» بين الفريقين تمهّد لإعادة تثبيت أسس التحالف بين طرفي «تفاهم مار مخايل». وقالت مصادر متابعة، إن «أكثر من لقاء عقد بين وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل واللواء إبراهيم»، لافتة إلى أن «مجرد حصول أكثر من لقاء بين الرجلين يعني وجود مخرج ما يُعمل عليه في موضوع تشكيل الحكومة».
وأضافت: «دخل اللواء إبراهيم على خط الوساطة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ، ويأتي لقاؤه باسيل في إطار نقل طرح ما من حزب الله». وأكدّت المصادر أن «إعادة تسمية جواد عدرا ممثلاً عن اللقاء التشاوري لن تحصل، ويُعمل على أكثر من مخرج وليس من الضروري أن يكون المخرج الوحيد بأن يكون الوزير السني المعارض من حصة الرئيس». وختمت: «برز اتصال أجراه السيد نصرالله بالرئيس عون الخميس، للتهنئة بالأعياد، لكنه يساعد من دون شك، في دفع جهود التهدئة المنشودة قدماً».في سياق منفصل، توجه وفد لبناني رفيع المستوى من مطار رفيق الحريري الدولي إلى المملكة العربية السعودية، أمس، لحضور الحفل الذي تحييه الفنانة ماجدة الرومي في محافظة العلا السعودية في إطار مهرجان شتاء طنطورة، وقد شارك في الوفد رئيسي الجمهورية السابقين أمين الجميل وميشال سليمان ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، ووزير التربية والتعليم مروان حمادة وأمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري وعضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» وائل أبو فاعور، إضافة إلى عدد من الفنانين والوجوه الإعلامية.وقال الرياشي من مطار بيروت: «أعتقد أن لهذا الحدث مشهدين، الأول أن لبنان حاضر بقوة من خلال السيدة ماجدة الرومي وحاضر من خلال المشاركة في هذا الاحتفال والتفاعل اللبناني السعودي وتقديم نموذج يحتذى»، مشيراً إلى أنه «يجب على السياسة أن تعزز الاختلاف وتمنع الخلاف». وأوضح البخاري أن «مهرجان شتاء طنطورة هو فرصة لإبراز دور السعودية بالحفاظ على الإرث التاريخي الإنساني».في موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأول، أن عمليته لاكتشاف وتدمير الأنفاق التي حفرها نشطاء حزب الله بهدف التسلل إلى إسرائيل ستستغرق عدة أسابيع إضافية.وأكد المتحدث باسم الجيش، جوناثان كونريكوس، «عزم القوات المسلحة الإسرائيلية على مواصلة العملية المسماة درع الشمال اكتشاف وتدمير جميع الأنفاق الممتدة من لبنان إلى داخل إسرائيل»، مشيراً إلى أن «هناك أنفاقا لم يتم تدميرها بعد».
دوليات
لبنان: اتصالات لتبريد التوتر بين «حزب الله» و«التيار»
29-12-2018