مع الذكرى السنوية الأولى لأيلول الأسود، كان موعد وصولي إلى وجه هذه الدنيا، دون أخذ رأيي بالموضوع، مدشناً دربي الذي لم أختره على هذه الأرض، وقبل مرور أربعين البداية انتقل إلى رحمة الباري عز وجل جدي، فتداخلت الأربعينات، لتكون بشارة مقدمي واضحة من البداية عن معالم الطريق الذي ينتظرني في هذه الحياة، ثم كرّت سبحة سنوات العمر تتخللها بعض القلاقل والحوادث على الصعيد الشخصي والمحلي والإقليمي، مؤذنة بانطلاق المشوار، فكانت أولى خطوات مسيرتي التعليمية بانضمامي إلى ركب رياض الأطفال على وقع بداية الحرب الأهلية في لبنان، وهكذا تلازمت مع كل انتقال إلى مرحلة دراسية، لا بد من حصول حدث درامي يليق بأن يساير تصاعد خط حياتي البياني، ويرتبط بذكرياتي التي سيدق ناقوسها في عالم النسيان حسبما هو مذكور على طاولات المدارس، فجاءت المرحلة الابتدائية مع رحيل الشيخ صباح السالم، رحمه الله، وعبدالحليم حافظ، لأكتشف الآن أني ما كنت أطارد إلا خيط دخان، ومع انفجار أزمة المناخ انتقلت إلى مرحلة جديدة من الكفاح التعليمي المزمن في مدارس وزارة التربية المتوسطة مع جداول الضرب والأُسات والمكعبات والمولوديكات، في هذه المرحلة الدراسية تحديداً أصبت بداء تشجيع نادي القادسية حينما كانت صفوفه تزدحم بالنجوم الكبار، لكنه لا يفوز بشيء أبداً، ولم أكن حينها أعرف السبب، وعندما وفقني الله للوصول إلى المرحلة الدراسية قبل الأخيرة بأقل الإصابات والندوب جرت المحاولة الفاشلة لاغتيال الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، تلتها بعض التفجيرات المتفرقة هنا وهناك، ثم عقب سنوات الضياع انتقلت إلى الجامعة قبل أواني، وعلى إثر معاناة ممتدة لي مع الفصول الدراسية الصيفية في المرحلة الثانوية، قررت في أول عام دراسي جامعي لي أن أرتاح منها قليلاً، فدخل علينا صدام حسين ليعطيني أكبر وأخطر درس صيفي في حياتي، ويحقق لي من جهة أخرى أمنيتي بزيارة العراق بأن أحضر العراق العظيم شخصياً لزيارتي في الكويت، ثم تخرجت الكويت من الغزو، وتخرجت بعدها من الجامعة، بعد رحلة دراسية شاقة تخللتها عاصفة الصحراء، على أمل العمل في تخصص المحاماة النادر، فغرق السوق بالشهادات الميسّرة، وأصبح المحامي بكل راس عاير ودوار وعمارة، طيب توجهت للصحافة، لعل وعسى، كتبنا الجمعة آخر الأسبوع، فصارت العطلة السبت، انتقلنا وكتبنا السبت توقفت الصحف عن الصدور، لا وصغّروا حجم الصفحات بعد!!ماشي يا دنيا.
أخر كلام
نقطة: نبذة عن حظي
29-12-2018