«انتفاضة مساجد» في السودان والغضب يصل إلى حي البشير
اعتقال قادة بالمعارضة... واستقالة رئيس الصحة الشمالية
تصدت قوات الأمن السودانية بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، أمس، لجمعة غضب جديدة في الخرطوم والولايات الأخرى، دعا إليها تحالف المعارضة، احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخبز، ونقص السلع الأساسية، وأزمة السيولة، وتمكنت من تفريق المتظاهرين، خصوصاً في أم درمان.وانطلقت التظاهرات، التي دخلت يومها العاشر، في عدد من مساجد العاصمة، للمطالبة برحيل النظام، كما خرجت تظاهرات من مساجد بمناطق أخرى، بينها مسجد حي كافوري، الذي يقيم فيه الرئيس السوداني عمر البشير.
وحشدت السلطات قواتها قرب معظم المساجد، ونشرت تعزيزات ضخمة حوّلت معظم أجزاء العاصمة الخرطوم إلى ثكنات عسكرية، قبل أن تدهم اجتماعاً لزعماء المعارضة في الخرطوم، وتعتقل تسعة من بينهم صديق يوسف، الزعيم البارز في «الحزب الشيوعي السوداني»، وقياديون من حزب البعث، والحزب الناصري، بحسب لجنة من منظمات المجتمع المدني.وكانت السلطات اعتقلت 14 قيادياً من أحد تحالفي المعارضة الرئيسيين، السبت الماضي، ثم أطلقتهم بعد نحو 9 ساعات. وانضمت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبدالعزيز الحلو، إلى دعوات قوى المعارضة للاحتجاج على النظام، ورأت أن إسقاطه «يسمح بالمحافظة على وحدة السودان».وأدت الاضطرابات إلى استقالة عبدالرؤوف غرناس، رئيس دائرة الصحة في الولاية الشمالية. وهذه الاستقالة هي الأولى بين كبار المسؤولين، إضافة إلى كونه أحد أعضاء حزب مشارك في الائتلاف الحاكم، منذ بداية التظاهرات.ومع إعلان الناطق باسم الحكومة بشارة جمعة، ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 19، أصدرت السفارة الأميركية في الخرطوم تحذيراً لرعاياها من الاحتجاجات، وحضّت موظفيها على الحد من تحركاتهم.