«الأعمال الشعريّة الكاملة» لبسّام حجّار... تجربة معاشة تتحوّل إلى لغة

صدرت في بيروت عن دار «الرافدين» و«منشورات تكوين»، «الأعمال الشعريّة الكاملة» للشاعر اللبناني بسّام حجّار بواقع مجلدين من القطع المتوسط، وبإعداد وتقديم الشاعر علي محمود خضيّر.

نشر في 30-12-2018
آخر تحديث 30-12-2018 | 00:00
No Image Caption
تضمّ «الأعمال الشعريّة الكاملة» لبسّام حجّار بمجلدها الأوّل، المجاميع الشعرية التالية: «مشاغل رجل هادئ جداً، لأروي كمن يخاف أن يرى، فقط لو يدك، صحبة الظلال، مهن القسوة، مجرّد تعب». ويضمّ المجلد الثاني المجاميع التالية: «معجم الأشواق، حكاية الرجل الذي أحب الكناري، بضعة أشياء، كتاب الرمل، ألبوم العائلة يليه العابر في منظر ليلي لإدوارد هوبر، تفسير الرخام». صمم الغلاف الشاعر محمد النبهان فيما كانت رسمة الغلاف للفنان حامد سعيد.

فكر وفلسفة

من مقدمة الكتاب، كتب خضيّر: «جمع بسّام حجّار في شعره خصائص ظلت علامةً دلاليةً على فرادة لطالما نشدها كشافو الجوهر الإبداعي الذين قدموا برهانهم في الكتابة. كتب بسّام عن الهشاشة والصّمت، عن الغياب والعائلة، وصعّد عمارة شعره على لبنة الفكر والفلسفة والإرث العالمي للشّعر، مُستنداً إلى ثقافة ورؤيا لا تعوزها اليقظة. هو شاعر القلة بمعنى أنه شاعر العمق لا الوفرة، الهمس لا الصراخ. قد تكون موضوعاته محدودة، ولكنه عالجها بأنماط متنوعة من قصيدة النثر جعلت قصيدته حيوية ومرنة إزاء قارئ متباين المستوى. كان يتعامل مع اللغة بوصفها تجربة عيش. شعرُ بسّام فرصة لمراقبة التجربة المعاشة وهي تتحول إلى لغة. ولهذا فهي تجمع بين البساطة والعمق في آنٍ واحد».

بسام حجار

بسّام حجّار (2009-1955) أحد الشعراء اللبنانيين البارزين الذي أضافوا قيمة جوهرية إلى المنجز الشعري العربي الحديث عبر تجربته التي حقق فيها حضوراً مؤثراً في مجال كتابة الشعر والمقالة النقديّة والترجمة، مشكلاً نموذجاً فريداً للعمل الأدبي الحصيف والمتأني، فضلاً عن إسهاماته الجادّة في مجال الصحافة أواخر السبعينيات حتى رحيله. وكان وقتها محرراً في صحيفة «المستقبل».

ولد بسام حجار في مدينة صور في جنوب لبنان. حصل على الإجازة التعليمية في الفلسفة العامة في الجامعة اللبنانية، ودبلوم الدراسات المعمقة في الفلسفة في باريس. عمل في الصحافة منذ عام 1979 فكتب في جريدة «النداء» (1979 - 1982) ثم «النهار» (1978 - 1990)، وهو أحد مؤسسي الملحق الأدبي الأسبوعي لجريدة «النهار». عمل منذ 1999 كمحرر وكاتب في «نوافذ» الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة «المستقبل».

توفي بسام حجار في 17 فبراير عن عمر يناهز 54 عاماً بعد إصابته بمرض السرطان ودفن في صيدا بجنوب لبنان.

شعر وترجمة

تنوّع نتاج بسام حجار بين الشعر وترجمة روايات عالمية. من مؤلفاته الشعرية: «مشاغل رجل هادئ جداً (1980)، لأروي كمن يخاف أن يرى (1985)، فقط لو يدك (1990)، صحبة الظلال (1992)، مهن القسوة (1993)، مجرد تعب ( 1994)، حكاية الرجل الذي أحب الكناري (1996)، مديح الخيانة (1997) بضعة أشياء (2000)، سوف تحيا من بعدي (مختارات- 2002)، ألبوم العائلة يليه العابر في منظر ليلي لإدوارد هوبر- المركز الثقافي العربي – بيروت- الدار البيضاء (2003)، تفسير الرخام» (2008)...

من أبرز الروايات التي ترجمها: «بيوغرافيا الجوع» للكاتبة آميلي نوثومب، و«حوض السباحة»، و«غرفة مثالية لرجل مريض» للكاتبة اليابانية يوكو أوغاوا، و«الكذبة الثالثة» للكاتبة المجرية أغوتا كريستوف، و«المخلوقات الوهمية» للكاتب خورخي لويس بورخيس، و«بلد الثلوج» للكاتب الياباني ياسوناري كواباتا، و«سرب طيور بيضاء» للكاتب الياباني ياسوناري كواباتا، و«جبل الروح» للكاتب الصيني غاو شينغجيان...

بسّام حجّار أضاف قيمة جوهرية إلى المنجز الشعري العربي الحديث
back to top