أثارت فتوى أصدرها مفتي الجمهورية العراقية الشيخ مهدي الصميدعي، أمس الأول، خلال خطبة الجمعة بمسجد أم الطبول في بغداد، بحرمة الاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية، جدلاً واسعا في العراق. وشجبت البطركية الكلدانية في العراق والعالم، التي يرأسها الكردينال لويس رؤفائيل ساكو، الفتوى، بينما طالبت كتلة «بابليون» النيابية المسيحية الصميدعي بـ «الاعتذار أو المحاسبة قانونيا»، معتبرة أن خطابه «يمثّل التعصب والكراهية، ويعطي شرعية لقتل المسيحيين».
وأصدر ديوان الوقف السني، أمس، بياناً وصف فيه تصريحات الصميدعي بأنها «مسيئة للمسيحيين وهوجاء وغير موزونة، وخارجة عن المعقول والمقبول والمألوف والمعروف».وقال رئيس الديوان، عبداللطيف الهيميم، في بيان، إن «هذه التصريحات لا تمثّل ديوان الوقف السني بجميع منابره وأفكاره وتوجهاته في ترسيخ الوحدة الوطنية، التي كان للمسيحيين السبق في وجودهم التاريخي على أرض الرافدين من خلال آبائهم الكلدان والآشوريّين، بحضارتنا التي علّمت أهل الأرض كيف يُمسكون قلماً ويتنفسون هواء الحرية، البابلية والسومرية والأكدية والآشورية، وجنائنه المعلقة، وقصر الإمارة، ومسلة حمورابي، وأسد بابل، وملحمة جلجامش، وشارع الموكب، الذي عبرت فوقه خيول نبوخذ نصر وعربات البابليين».وتابع أن «مثل هذه التصريحات تعيدنا إلى خطاب الكراهية والتحريض والفتنة ورفض الآخر، ولا تمثّل التعايش المشترك بين العراقيين بجميع شرائعهم وقومياتهم وأطيافهم وطوائفهم ومذاهبهم، عربهم وكردهم وتركمانهم، شعب واحد تقاسم السرّاء والضرّاء، منذ أن تشكلت هوية العراقيّ من الدم المنساب من ألوان الطيف كلها، يوم شقّت الأرض في العراق نخلة، فصارت حزمة الطيف أمتن من حزم العصيّ».من ناحيته، قال النائب فائق الشيخ علي، المعروف بمواقفه القوية، في تغريدة على حسابة بـ «تويتر»: «دعونا من دعوة العلامة الجليل مهدي الصميدعي بحرمة الاحتفال مع المسيحيين بأعياد الميلاد، فكل الإسلاميين المتشددين شيعة وسنّة وغيرهم يحرمون ذلك».وأضاف «إنني منذ يومين أحتفل في مطاعم مدينة قلب المرجعية بالعالم (النجف الأشرف) بين أشجار الميلاد وأغاني (هاپي بَيرث دَاي تو يو)».
دوليات
مفتي العراق يثير جدلاً حول الاحتفال بـ «الميلاد»
30-12-2018