كلما تفاقم الانقسام استفحل الاستيطان
لن يتغير السلوك الإسرائيلي ولن يتراجع الدعم الأميركي له، ببيانات الاستنكار والإدانة، بل سيتغير فقط عندما نغير ميزان القوى بيننا وبينه، وأول شرط لذلك إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، ومجابهة المتآمرين علينا بصفوف وقيادة موحدة.
![مصطفى البرغوثي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1564897822016822100/1564897879000/1280x960.jpg)
كتبت الأسبوع الماضي عن الاستباحة الخطيرة التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، وعن عمليات الإعدام والقتل الميداني الوحشي التي مارسها ضد العديد من الشهداء داخل المدن والقرى الفلسطينية، دون رادع، وقد وصلت الاستباحة إلى حدود لا يمكن احتمالها، أو تبرير تجاهلها، بأي حال من الأحوال. وما هو واضح وجلي، أن وقاحة مخططي صفقة القرن، ودعاة تصفية القضية الفلسطينية، ونشطاء الاستعمار الاستيطاني، تتصاعد طردياً مع تفاقم حالة الانقسام الفلسطيني، والتي وصلت مؤخراً إلى مستوى خطير يهدد بتحول الانقسام إلى انفصال كامل بين الضفة والقطاع، وهو بالضبط ما تهدف له صفقة القرن، ومشاريع الليكود منذ أفشل نتنياهو ما يسمى بعملية السلام، ومنذ ما قام به شارون من اجتياحات مدمرة للضفة الغربية، ومن ثم تنفيذ خطة فصل قطاع غزة وفرض الحصار عليه. لن يتغير السلوك الإسرائيلي ولن يتراجع الدعم الأميركي له، ببيانات الاستنكار والإدانة، وسيتغير فقط عندما نغير ميزان القوى بيننا وبينه، وأول شرط لذلك إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، ومجابهة المتآمرين علينا بصفوف وقيادة موحدة. لم تنجح غزوات الإفرنج في احتلال ساحل بلاد الشام والقدس وسائر فلسطين إلا بفضل احتدام الصراعات بين الإخوة والأشقاء، ولم ينجح صلاح الدين في استردادها بعد مئتي عام إلا بعد أن وحدهم، فلنتعلم من تاريخنا. *الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية