مصر: تصفية 40 «تكفيرياً»... وهجوم المريوطية لم يتبنه أحد
• مدبولي: سنضرب بيد من حديد
• تشديد الأمن قرب الكنائس
• عصابة نصب عقاري باسم الجيش
كشفت وزارة الداخلية المصرية، أمس، أن قوات الأمن قتلت 40 «إرهابياً» في محافظتي الجيزة وشمال سيناء، وقالت إن القتلى سقطوا في تبادل لإطلاق النار، في حين زار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مصابي الاعتداء الذي استهدف حافلة سياح فيتناميين مساء أمس الأول قرب الأهرامات.
غداة الهجوم الإرهابي على حافلة تقل سياحا في شارع الهرم، غير بعيد عن أهرامات الجيزة، درة آثار العالم، أعلنت حالة الاستنفار القصوى في مصر، تحسّبا لأي هجمات إرهابية أخرى في فترة الاحتفال برأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد للمسيحيين الشرقيين 7 يناير المقبل، مع وجود معلومات عن استغلال عناصر إرهابية للاحتفالات لاستهداف السياح والمسيحيين المصريين، بهدف توجيه ضربة اقتصادية وسياسية إلى الحكومة المصرية.وبينما لم تتبنّ أي منظمة حتى مثول "الجريدة" للطبع العملية الإرهابية، أعلنت وزارة الداخلية أمس، مقتل 40 إرهابيا في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، وذلك خلال مداهمتها لثلاثة أوكار إرهابية في نطاق محافظتي الجيزة وشمال سيناء، وقال بيان "الداخلية" إنه "توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني حول قيام عناصر إرهابية بالتخطيط للقيام بأعمال إرهابية، تستهدف مؤسسات الدولة خاصة الاقتصادية ومقومات صناعة السياحة ورجال القوات المسلحة والشرطة ودور العبادة المسيحية.وأشارت "الداخلية" إلى أن قوات الأمن وجهت عدة ضربات أمنية ومداهمة أوكار تلك العناصر فى توقيت متزامن بنطاق محافظتى الجيزة وشمال سيناء، عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، وأسفرت نتائج التعامل معهم عن مقتل 40 إرهابيًا، إذ سقط منهم 14 تكفيريا في مساكن أبوالوفا بمدينة 6 أكتوبر غربي الجيزة، و16 آخرين في مساكن أبناء الجيزة بطريق الواحات بالمحافظة ذاتها، فيما تم قتل 10 إرهابيين بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، وتم العثور على كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر مختلفة الأعيرة وعبوات ناسفة.
هجوم المريوطية
وقتل 3 سياح فيتناميين ومرشد سياحي مصري، في حين أصيب 10 آخرون إثر انفجار عبوة بدائية الصنع حوالي الساعة 6:15 من مساء الجمعة، أثناء مرور حافلة سياحية كانت تقلهم بشارع الهرم بالقرب من هضبة أهرامات الجيزة، وهي المنطقة التي تشهد عادة زيادة في إجراءات التأمين، نظرا لوجود أعداد كبيرة من السياح الأجانب والعرب في الشارع المعروف بأنه قبلة السياح في العاصمة المصرية.وقال النائب العام المصري، في بيان رسمي، إن "الحادث وقع نتيجة انفجار عبوة ناسفة بجوار أتوبيس سياحي يقل 14 سائحا فيتناميا، إضافة إلى قائد الأتوبيس السياحي والمرشد السياحي، وقد أسفر الحادث عن إصابة 11 سائحا، إضافة إلى سائق الأتوبيس ووفاة ثلاثة سائحين والمرشد السياحي؛ (مصري)، وتتولى النيابة العامة التحقيقات"، فيما انتهت النيابة من معاينة مكان الحادث صباح أمس.وفور وقوع الحادث، تحرك رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان، مصطفى مدبولي، فور وقوع الحادث، إذ زار المصابين بصحبة وزيرة الصحة هالة زايد، وأكد أنه لا يوجد دولة لا يحدث فيها حوادث، وهي ظاهرة تحدث في كثير من الدول، مضيفا: "يجب عدم تضخيم الحدث، فمصر فى وضع أفضل"، ولا يوجد دولة في العالم تضمن أن تكون آمنة 100%، ووارد أن يحدث حوادث في أى مكان بالعالم، لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع الموقف بنفسه.ووجّه رئيس الوزراء بتقديم كل سبل الرعاية الطبية اللازمة لمصابي الحادث، متمنيا لهم الشفاء العاجل، ومشددا على تكثيف الجهود الأمنية لكشف ملابسات الحادث في أسرع وقت، وتقديم مرتكبيه للعدالة لينالوا الجزاء الرادع، مؤكدا أن الدولة ستضرب بيد من حديد على "كل من تسول نفسه إتيان أفعال من شأنها التأثير على أمن هذا الوطن وتهديد سلامة أبنائه وزواره"، وأكد أن الحادث وقع في طريق مصرف اللبيني، نتيجة خروج الأتوبيس السياحي عن مساره المؤمّن من جانب قوات الأمن.استنفار أمني
وقال مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية تتوقع مثل هذا الهجوم الإرهابي، إذ إن المعلومات التي توفرت لها تؤكد أن هناك أكثر من مخطط لجماعات إرهابية تسعى إلى استهداف تجمعات السياح والمسيحيين بالتوازي مع احتفالات أعياد الميلاد، خاصة أن "الداخلية" نجحت في إحباط أكثر من مخطط لجماعات إخوانية مسلحة كانت تستعد لاستهداف الكنائس خلال فترة الأعياد.وأشار المصدر إلى أن وزارة الداخلية ستشدد من الإجراءات الأمنية في محيط الكنائس إلى الدرجة القصوى، وستعمل على تأمين البلاد خلال الفترة الحالية حتى حلول الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير 2011، وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة، في ظل إصرار القيادة السياسية على إفشال أي محاولة لاستهداف أمن البلاد، ومحاولة التغطية على الإنجازات التي تشهدها البلاد، خاصة أن قطاع السياحة استطاع استعادة جزء كبير من عافيته في الآونة الأخيرة، كأحد مصادر العملة الصعبة.وقد لاقى الحادث استكاراً عربياً ودولياً واسعاً، وأعرب المجتمع الدولي عن وقوفه الى جانب مصر، وتأييده لكل ما تتخذه من إجراءات ضد الارهاب لحماية أمنها واستقرارها.تشكيل عصابي
في سياق منفصل، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، تامر الرفاعي، أمس، ضبط تشكيل عصابي يتزعمه بعض المدنيين تخصص في أعمال التسويق العقاري للوحدات السكنية المملوكة للقوات المسلحة مقابل مبالغ مالية كبيرة، وأضاف في بيان رسمي، أنه لم يتم إسناد أعمال التسويق العقارى للوحدات السكنية المملوكة لها لأي أفراد أو شركات تسويق عقاري.وأشار إلى أن التعامل بخصوص تلك الوحدات يتم فقط من خلال صندوق إسكان القوات المسلحة، وأهاب بجميع المواطنين إلى عدم التعامل مع أي شركة تسويق عقاري تحرر خطابات إسكان للمشاريع التابعة لصندوق إسكان القوات المسلحة، منعا لوقوعهم ضحايا أعمال نصب.