اعتذروا للشعب السوري... أولاً
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
كنت أعتقد أن هناك بقية من العرب، وتهيأ لي أن هناك بقايا من نخوة وأخلاق وضمير عربي، لكن للأسف ما يحكم العرب حسابات الحفاظ على الكرسي والسلطة، وأغلب البقية الباقية كغثاء السيل. تكالب العالم على سورية لنصرة تحالف الأقليات الذي يحكم سورية بقيادة العلويين، والمكون من العلويين والشيعة والمسيحيين والدروز والأكراد وتجار دمشق السُنة، لأن المطلوب أن يكون كل حكام المنطقة من الأقليات المعزولة عن شعبها، ومكونها أقلية تشابه الأقلية المحتلة لفلسطين.حسابات الحكم والكرسي هي التي تدير دول العرب بسبب عزلتها عن شعوبها، ولذلك لا يصمدون أمام التدخلات الخارجية، بينما مثلاً المكسيك تصمد أمام الرئيس دونالد ترامب، ولم تدفع دولاراً واحداً لتمويل جداره رغم مئات مليارات الدولارات الأميركية المستثمرة في المكسيك، ورئيسها المنتخب ديمقراطياً من الشعب يقارع ترامب رأساً برأس، ومثلها عشرات الدول الديمقراطية الأخرى، بينما الأغلبية العربية من المحيط إلى الخليج ستصافح جزار دمشق، وقائد الأقلية التي تحكم أشقاءهم وعاثت بهم قتلاً وتدميراً لثماني سنوات متتالية، وستعيد تعمير مستعمرته، وتضخ في يده مليارات الدولارات، بحجة أنهم لا يستطيعون مواجهة التدخل الخارجي!أي هوان هذا؟! رغم الجرائم الفادحة التي قام بها الإسلاميون وحركاتهم الجهادية في تدمير الثورة السورية، لكن كان من الممكن تصحيح الأوضاع لو كانت لدى الدول العربية الرؤية وحسن التصرف، لكن حسابات "الكراسي" وهجمة الإخوان المسلمين على الربيع العربي دمرت كل شيء.وأنا متأكد أن هذه الأمة بعدما سيحدث من إعادة تأهيل نظام الأسد لن تقوم لها قائمة مرة أخرى، وسيناريو الأندلس ستتداعى فصوله بيننا طالت الأيام أم قصرت، ومن سيعيش سيرى مآل الأنظمة القائمة التي تعتقد أنها أمنت مكانها وبقاءها على جثث مئات آلاف أطفال ونساء وشهداء سورية الذين يجب أن نعتذر لهم جميعاً، وبصفة خاصة الدول الخليجية ومصر.