غداة بدء عملية تستغرق من 60 إلى 100 يوم لسحب كامل القوات الأميركية من سورية، كشف مصدر حكومي عراقي أمس عن تخويل الرئيس السوري بشار الأسد العراق قصف مواقع «داعش» في البلد المجاور دون الرجوع إليه.

وأفاد موقع «روسيا اليوم» الروسي الحكومي، بأن «الطيران العراقي صار بإمكانه الدخول للأراضي السورية وقصف مواقع داعش، دون انتظار موافقة الحكومة السورية، التي أعطت الضوء الأخضر، ولكن يتعيّن إبلاغ الجانب السوري فقط».

Ad

وشهدت الآونة الأخيرة انفراجة في العلاقات السورية بمحيطها العربي، أبرزها زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، والزيارة المرتقبة للرئيس محمد ولد عبدالعزيز، كذلك قرار مملكة البحرين ودولة الإمارات بفتح سفارتيهما في دمشق وتواتر الأنباء عن إمكانية عودة سورية إلى مقعدها بالجامعة العربية.

جاء ذلك بعد أيام من تنفيذ الطيران العراقي أكثر من ضربة جوية لمواقع «داعش» داخل سورية وتأكيد الحشد الشعبي الأسبوع الماضي «الاستعداد والجاهزية لأي خطر محتمل» على خلفية انسحاب القوات الأميركية منها.

حشد تركي

وبعد يوم من قيام القوات الأميركية بإخلاء ونقل أول مستودع أسلحة من الحسكة إلى العراق، تنفيذاً لقرار الرئيس الأميركي بالانسحاب من سورية، واعلان موسكو عن التوصل الى تفاهم مع أنقرة على تنسيق العمليات البرية في شمال وشرق سورية لملء الفراغ الأميركي، أصرت تركيا على موقفها من العبور إلى منطقة شرق نهر الفرات في أسرع وقت ممكن لتطهيرها من الوحدات الكردية المدعومة من واشنطن.

ووسط ترقب ومخاوف من مواجهة كبرى، أرسل الجيش التركي للمرة الأولى مدافع «هاوتزر» الثقيلة إلى حدود سورية، يحسب وكالة أنباء «الأناضول» الرسمي، التي أوضحت أن القوافل العسكرية تتوالى منذ أيام إلى المنطقة، تمهيدا لإطلاق عملية عسكرية محتملة ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية وقوات «قسد» المدعومة من أميركا التي تلقت، وفق مصادر شاحنات من المساعدات العسكرية، وذلك بعد الكشف عن توصية لقادة عسكريين أميركيين بعدم استرداد الأسلحة الاميركية من القوات الكردية.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول عشرات الشاحنات العسكرية القادمة من إقليم كردستان العراق، إلى مناطق في الداخل السوري ضمن منطقة شرق الفرات.

ووفق المرصد، فإن ليل السبت - الأحد، دخلت نحو 200 شاحنة محملة بأسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية ولوجستية، إلى القواعد التابعة للتحالف الدولي الموزعة في كل من الرقة وعين عيسى ومنبج، موضحا أنها القافلة هي الثانية من نوعها إلى إلى شرق الفرات، بعد صدورر القرار الأميركي بالانسحاب من المنطقة في 19 الجاري.

وعد إلهي

إلى ذلك، قلل رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، أمس، من أهمية انسحاب القوات الأميركية من سورية لأنه لا یعد إجراء كبیرا بالنظر إلى وجود عدد كبیر منها في المنطقة، لكنه اعتبر ذلك «يحقق الوعد الإلهي».

وقال باقري، خلال ملتقی «مالك اشتر» بمقر الأركان العامة للقوات المسلحة، «سوریة جسدت لنا محاولات العدو الرامیة إلى انعدام الأمن في الشرق الأوسط»، مضيفا: «الأعداء ومن خلال صناعة الجماعات التكفیریة، بما فیها داعش، استهدفت الحكومة المشروعة في سوریة وكانوا يقدمون الدعم الكامل للإرهابیین، ویساعدونهم من خلال مروحیاتهم حتی علی الفرار من المناطق المحاصرة ویقدمون مساعدات لوجستیة لهم».

وأوضح باقري أن «هؤلاء الأعداء، ومن دون إذن من سوریة حكومة وشعبا، احتلوا جزء من أراضيها وقاموا ببناء قاعدة لهم فیها»، مبينا أن «أميركا تذرعت بحرب سوریة ضد إسرائيل، لعلاقاتها الودیة مع إیران، لتقوم بكل ما بوسعها للإطاحة بالنظام الشرعي، غیر أنها تعلن الیوم انسحابها المذل منها».

علاقات الأردن

وفي ظل انفراجة العلاقات السورية بمحيطها العربي، طالب أعضاء في مجلس النواب الأردني بتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع دمشق وإعادتها إلى سابق عهدها.

وشدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية، نضال الطعاني، على أن البرلمان الأردني سيطلب مباشرة من وزير الخارجية أيمن الصفدي رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع سورية.

وخلال مناقشة مشروع قانون موازنة 2019، دعا النائب خليل عطية إلى إعادة السفير الأردني إلى العاصمة السورية، في حين طالب النائبان خالد الفناطسة وفيصل الأعور بتعزيز العلاقات لما فيه منفعة للطرفين.

وقالت مصادر حكومية، لوكالة الأنباء الألمانية، إن الأردن بدأ يدرس رفع التمثيل الدبلوماسي لدى سورية، مشيرة إلى أن قرارا سيصدر بهذا الخصوص قريباً.

وعلت الأصوات في المملكة أخيرا للمطالبة بإعادة العلاقات مع سورية، خاصة بعد فتح معبر نصيب - جابر الحدودي، الذي أغلق لسنوات بسبب الأوضاع على الحدود الفاصلة، وتوتر علاقات حكومتي الدولتين قبل تبادل إقصاء السفيرين عام 2014.

طيران الإمارات

وفي الإمارات، التي سبق أن فتحت سفارتها في دمشق وتبعتها البحرين، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني أنها تقيّم إمكانية استئناف رحلات شركات الطيران الوطنية إلى العاصمة السورية دمشق، التي علّقتها عام 2012 بسبب المخاوف الأمنية.