السودان يتأهب لموجة ثانية من الاحتجاجات في ذكرى استقلاله

• البشير: سنتجاوز الأزمة ونحن أكرم من أن نكون لاجئين
• «الداخلية»: الانتخابات هي الطريق لتبادل السلطة

نشر في 31-12-2018
آخر تحديث 31-12-2018 | 00:04
البشير لدى وصوله إلى «دار الشرطة» في الخرطوم أمس (ا ف ب)
البشير لدى وصوله إلى «دار الشرطة» في الخرطوم أمس (ا ف ب)
في ظل دعوات إلى موجة ثانية من الاحتجاجات، اليوم، في ذكرى استقلال السودان، احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية، جدّد الرئيس عمر البشير تأكيده أن بلاده ستخرج من هذه الأزمة، "رغم أنف كل الذين يحاربون السودان من خلالها".
بعد أكثر من 10 أيام من الاحتجاجات على رفع أسعار الخبز، شدد الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، على أن بلاده ستخرج من الأزمة، في وقت دعا "تجمّع المهنيين السودانيين" إلى تنظيم جولة ثانية من التظاهرات، اليوم.

وخلال لقائه بقيادات الشرطة في "دار الشرطة" بحي بري بالخرطوم، قال البشير: "سنخرج من الأزمة رغم أنف كل الذين يحاربون السودان، ورغم محاولات بعض الناس تركيع السودان". وأضاف: "سنتجاوز المرحلة، ولكن هذا يحتاج إلى الصبر والعمل المستمر".

وأكد أن "التخريب والتدمير والنهب والسرقة تعميق للأزمة وليس حلا لها". واستدرك: "لن نسمح بانزلاق البلاد، ونحن أكرم من أن نكون نازحين ولاجئين".

وأعرب البشير، في كلمته، عن رضاه التام على أداء الشرطة، وأشار إلى أن "دور الشرطة هو حفظ أمن المواطن لا قتله. لكن أحيانا كما قال سبحانه وتعالى (ولكم في القصاص حياة)، والقصاص هو قتل وإعدام، ولكن ربنا وصفه بالحياة، لأنه ردع للآخرين للمحافظة على الأمن"، وتابع: "الأمن سلعة غالية، ولن نفرّط في أمن المواطن والمنشآت".

والاثنين الماضي، في اليوم السادس من الاحتجاجات، وعد البشير المواطنين بـ "إصلاحات حقيقية لضمان حياة كريمة لهم". وأضاف خلال خطاب جماهيري أن "ما يحدث من ضائقة هو ابتلاء سنصبر عليه حتى ينجلي، لأن الحكم والقوة والأرزاق بيد الله، وهو أمر تأمرنا به عقيدتنا".

وفي خطاب ألقاه في حفل لتخريج قادة عسكريين في الخرطوم، الخميس الماضي، قال الرئيس إن السودان يتعرض، ودول عربية، لمحاولات الابتزاز الاقتصادي والسياسي من الدول الكبرى.

وأوضح أن "تلك الدول تسعى لفرض التبعية على الشعوب والذات الوطنية وتركيع الأنظمة ودفعها تجاه تحقيق مصالحها في السيطرة على موارد الشعوب".

وسخر البشير ممن يطلقون اشاعات حول هروبه والقبض عليه، مؤكدا أنه باق في مكانه ولن يرحل إلا بأمر الشعب.

الشرطة

من ناحيته، أعلن وزير الداخلية السودانية أحمد بلال، في كلمة أمام البشير في "دار الشرطة"، امس: "وقوفنا التام والكامل مع البشير، والذين يحاولون استغلال الظروف لزعزعة الأمن لن نسمح لهم بذلك". وشدد على أن "الطريق الوحيد لتبادل السلطة ليس التظاهر، بل الانتخابات، ولا سبيل للفوضى". وأضاف: "نعترف بالوضع الاقتصادي، لكنها شدة وتزول، ولن نسمح أن يستغل ذلك لإشعال الفتنة".

بدوره، وصف المدير العام للشرطة الفريق الطيب بابكر علي، ما جرى خلال الاحتجاجات بالـ "تخريب وتدمير للممتلكات"، وأضاف أن "الشرطة تلاحق المجرمين الذين استغلوا الاحتجاجات للنهب والسرقة"، مشددا على أن التغيير عبر الانتخابات وليس بشيء غيرها.

«تجمع المهنيين»

إلى ذلك، دعا، أمس، "تجمع المهنيين" إلى تنظيم جولة ثانية من التظاهرات، اليوم، في ذكرى اليوم الوطني للاستقلال.

ومن المقرر أن تنطلق المسيرة في الساعة الأولى بعد الظهر بالتوقيت المحلي من ساحة القندول في العاصمة الخرطوم، نحو القصر الرئاسي، وتستمر حتى السنة الجديدة، في محاولة أخرى للمطالبة برحيل البشير.

وكان "التجمع" الذي يضم 8 نقابات من بينها المحامين والمعلمين والطلاب والأطباء، دعا الثلاثاء الماضي، إلى احتجاجات، إلا أنها تحولت إلى تظاهرات عنيفة بعد تدخل قوات الدعم السريع، وأسفرت عن سقوط قتلى.

ودعا "التجمع" في بيانه، أمس، الحكومة إلى التعامل مع الاحتجاجات السلمية والامتناع عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين.

وأكد أن "الإضرابات والاحتجاجات تأتي دعماً للشعب السوداني، واستنكاراً لقتل المتظاهرين وتلفيق الاتهامات العنصرية ضد فئة محددة، واحتجاجاً على الاستخدام المفرط للقوة لقمع ثورة الشعب السوداني السلمية، والعنف الذي يمارسه النظام الحاكم حتى داخل المنازل، وإدانةً لانتهاك حق المتظاهرين الدستوري والقانوني في التعبير عن الرأي".

وشهد السودان احتجاجات واسعة منذ 19 ديسمبر بعدما رفعت الحكومة سعر رغيف الخبز من جنيه سوداني واحد إلى ثلاثة جنيهات، في بلد يعاني من ركود اقتصادي.

وشهدت مدن عطبرة، والدامر، وبربر، وكريمة، وسنار، والقضارف، والخرطوم وأم درمان، تظاهرات كبيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين، حسب تصريحات مسؤولين محليين.

ورغم أنّ معظم الاحتجاجات موجّهة ضدّ ارتفاع كلفة المعيشة وأسعار الغذاء، فإنّ المتظاهرين هتفوا أيضاً شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".

ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70 في المئة وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي وسائر العملات الأجنبية، ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيها سودانيا، كما يعاني 46 في المئة من سكان السودان من الفقر، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.

back to top