أثار حديث الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي معلومات عن دفعه، بالاتفاق مع الرئيس الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، لعشرات الآلاف من الجنود في موقعة تسببت بمقتل وجرح 45 ألف إيراني، رغم علمهما بكشف الجانب العراقي للهجوم مسبقاً إبان حرب السنوات الثماني بين البلدين- انقساماً حاداً بالشارع الإيراني. وكشف رضائي المعلومات المثيرة للجدل، والتي رسمت صورة لـ"قساوة القرارات الإيرانية" في تغريدة على "تويتر"، وانشطرت الأوساط السياسية على اختلاف توجهاتها، إصلاحية أو أصولية، إلى مدافع عنها أو منتقد لها، داعيا إلى محاسبة المسؤول عن اتخاذ الخطوة التي كانت تهدف للتمويه والتمهيد لهجوم أكبر، دون مراعاة للعائلات التي فقدت أبناءها من عناصر القوات الأقل تدريبا.
وقال رضائي في تغريدته إن "عمليات كربلاء 4"، التي تعد أكبر فاجعة للقوات الإيرانية بالحرب، كانت مجرد تمويه لـ"عمليات كربلاء 5" التي تمت بعد تلك العمليات بعشرة أيام.واعترفت طهران بأن أجهزة استخبارات الجيش العراقي كشفت خططا مفصلة عن "كربلاء 4"، عبر جواسيس لها في قيادة "الحرس الثوري" والقوات المسلحة الإيرانية، الأمر الذي أثار انتقادات عديدة وكسر هيبة "الحرس" الذي روج له كركن أمين للنظام الإيراني. وكان العراقيون الموالون لإيران، والذين كانوا يخدمون حينها في "الحرس الثوري"، حلفاء طهرن في بغداد حالياً، متهمين بأنهم جواسيس لنظام صدام حسين.وواجه محسن رضائي الذي كان يحاول التمويه على عملية التجسس هذه، وتبرئة ذمة رئيس المجلس الراحل محمود شاهرودي والموالين له، انتقادات عنيفة من طيف عريض من مختلف التيارات السياسية بسبب اعترافه بأن أجهزة الاستخبارات الإيرانية علمت قبل العمليات بـ48 ساعة أن بغداد كشفتها، وطلبت ايقاف الهجوم، لكنه وبقرار مشترك مع رفسنجاني ممثل المرشد الأعلى الراحل بالقوات المسلحة الإمام الخميني، اتخذ قرارا بعدم وقف "كربلاء 4"، لكي لا تدرك القيادة العراقية أن طهران على علم بكشف خطتهم وكل ما في جعبتهم هي هذه العمليات، وعليه فإنه لم يرسل قوات النخبة الأصلية واحتفظ بها كي ينفذ العملية الأصلية بعد عشرة أيام. وطالب عدد كبير من عائلات الشباب الذين قتلوا في "كربلاء 4" من مدعي عام البلاد برفع دعوى قضائية ضد رضائي ورفسنجاني لمحاكمتهما، بسبب اتخاذهما قرارا أدى إلى قتل أبنائهم، رغم علمهما بأن جميع القوات التي ستهاجم ستباد من قبل العراق.إلى ذلك، قال حميد رضا مقدم فر مستشار قائد "الحرس الثوري" اللواء محمد جعفري: "إن العدو يعمل على ألا تستطيع الثورة الإسلامية في إيران أن ترى فجر العام الأربعين لاندلاعها".وقال فر، أمام تجمع لعناصر "الحرس" في قم، الجمعة الماضية، إن "العدو يستهدف رأس النظام وهو الولي الفقيه، كي يقوم بإسقاطه، ثم يتبعه أركان ومبادئ الثورة كالدومينو".وقال شخص مقرب من قائد "الحرس" إن كلام فر يستند إلى معلومات استخباراتية استطاع "الحرس" الحصول عليها تفيد بأن الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والسعودية استطاعت النفوذ إلى الحوزات العلمية في إيران، خاصة حوزة قم، وتمكنت من ايصال عدد من عملائها إلى مناصب رفيعة في الحوزة.وحسب المصدر، فإن المعلومات الاستخباراتية أكدت أن 75 عميلا وصلوا إلى مرتبة "آيه الله"، وبعضهم استطاعوا الدخول إلى مجلس "خبراء القيادة"، وخطتهم النهاية هي إلغاء منصب الولي الفقيه ونفوذه في النظام وتغيير شكل النظام بالجمهورية الإسلامية إلى ما يشبه النظام الإيطالي، حيث تصبح قم على غرار دولة الفاتيكان، ويصبح الولي الفقيه شبيها للبابا، يستقر في مدينة قمدون بصلاحيات تنفيذية ولا يتدخل في الشؤون السياسية في البلاد. وأضاف المصدر أن العملاء لم يصلوا إلى القدرة اللازمة كي يستطيعوا مواجهة المرشد، لكن إذا ما توفي المرشد الحالي علي خامنئي فإنهم سوف يعملون على إضعاف خليفته وتنفيذ خطتهم.
دوليات
تغريدة لرضائي عن حرب العراق تقسم الإيرانيين
31-12-2018