أثارت إعادة نشر قائمة تتضمن أسماء 31 كويتياً يتهمهم أحد المواقع السورية بتمويل الإرهاب في سورية حفيظة الشارع الكويتي، الذي عبر عن استيائه من تلك التهم رفضاً وشجباً واستنكاراً واستغراباً.ومن فرط غرابة ما ترى، تكاد تتهم عينيك حينما تقرأ هذه الاتهامات لأبناء الكويت، غير أن العجب لا يقف عند ذلك بل يبلغ منتهاه حينما نقرأ أن من بين شخصيات هذه القائمة نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله.
في إقحام اسم الجارالله وباقي القائمة المدّعاة للكويتيين افتئات على ما يقوم به بلد الإنسانية وما يقوم به أميره قائد العمل الإنساني، افتئات على ثلاثة مؤتمرات استضافتها الكويت لدعم الشعب السوري، وأشقائنا هناك، مساندة لهم في ضوء ما كانوا يمرون به من مصاعب وآلام، فكيف لبلد يقوم بمثل هذه الواجبات المشرفة تجاه أشقائه المنكوبين أن يُتَّهم 31 من أبنائه، ومنهم نائب وزير خارجيته، بتمويل الإرهاب بما يمثله من موقع حكومي أولاً، وثقل دبلوماسي وسياسي إقليمي ودولي؟وفضلاً عن ذلك، فالجارالله أدار وترأس خلال الأعوام القليلة الماضية العديد من الاجتماعات المعنية بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وعلى ذلك فاتهامه، مع ما يعرف عنه من مواقفه الوطنية ودبلوماسيته الفريدة وتاريخه الطويل في «الخارجية» وعلاقاته المميزة مع المسؤولين في الوطن العربي والعالم أجمع، يحمل إساءة إلى الكويت ودورها في مكافحة تلك الآفة العالمية.علاقة الكويت بشقيقاتها الدول العربية دون استثناء فوق كل دعوى أو ادعاء، وفوق كل محاولة تشويه، لكننا نخشى أن تكون القائمة بهذا الشكل، إذا كانت صادرة فعلاً عن النظام السوري، سبباً في إحداث شرخ كبير في العلاقات الكويتية السورية، لاسيما أن الكويت طوال الأزمة السورية لم تصدر منها أي أساءة إلى هذا النظام، بل على العكس حافظت على علاقات متوازنة مع دمشق من خلال عمل البعثة الدبلوماسية السورية. إلى جانب ذلك، فإن توقيت نشر مثل هذه القائمة «المزعومة»، بعدما أثير أول مرة في يناير 2017، يثير الشكوك والريبة، خصوصاً أن الدول العربية، وحسب مصادر موثوقة، تعتزم إعادة مقعد سورية إلى الجامعة العربية خلال قمة تونس المرتقبة، وبالتالي البعثات الدبلوماسية إلى دمشق، فهل يمثل إقحام اسم الجارالله، وباقي المواطنين المتهمين، في تلك القائمة ضربة لعلاقات الكويت بسورية وتعطيل إعادة الأخيرة إلى حضنها العربي؟
أخبار الأولى
إقحام الجارالله بـ «قائمة موبوءة» افتئات على الكويت
31-12-2018