ما منطلقاتكِ العامة في الكتابة؟منذ بدأت الكتابة ولمست في داخلي شاعرة وأنا مصرة على أن أكون قلماً مميزاً وحرفاً لا يمر مرور الكرام. أسعى إلى أن أترك اسماً مهماً في تاريخ الأدب، والشعر غايتي وهو في حد ذاته منطلقي في تناول أية فكرة أو قضية. بالشعر أسبح في بحور الحياة اليومية بأمان ومتعة... بالقصيدة أجد حياة مختلفة، ووطناً أكثر اتساعاً.
لماذا اخترت القصيدة الكلاسيكية للتعبير بدلاً من القصيدة الحداثية؟القصيدة الكلاسيكية مهما حاول البعض هدمها وادعاء فنائها فلن يستطيع، فهي كانت ولا تزال الكائن الحي في اللغة وهي الأبقي والأكثر خلوداً... والأجدر بالتميز واحتواء جميع المدارس التي طرأت بعدها... فقط تحتاج إلى إبداعات تطورها. حتى الذين تمردوا عليها كتبوها وتميزوا. وعن نفسي فأنا كشاعرة ألتزم الكلاسيكية في شكلها، وأما في داخلها فأنا أكتب الحداثة وما بعدها. صدقني إن بيت الكلاسيكية يتسع لأن نطوِّر ما في داخله من دون الإخلال بأصالته وجماله، وعبدالله البردوني نموذج يؤكد رؤيتي، وغيره الكثير من المعاصرين.رغم التزام القصيدة العمودية والتفعيلية بقواعد فن الكتابة، فإن الإقبال أكبر من الشعراء على قصيدة النثر. برأيكِ ما السبب؟لن أتفق معك هذه المرة، ولا أسمع عما يطلق عليه «قصيدة نثر» إلا عند أنسي الحاج ومحمد الماغوط وأدونيس، وأنا أعرف شعراء وشاعرات عادوا وعدن إلى القصيدة الموزونة ومعظمهم التزم العمودية. لعل رغبة البعض في أن يكون شاعراً جعله يكتب خواطره على وسائل التواصل الاجتماعي مسبوقة بتسمية شعر، بعضها جيد، ومعظمها لا يرقى إلى أن تمر عليه عين. كلنا يبحث عن الشاعرية والإبداع والفن بتأثيره، وكلنا يعلم أين يمكن أن يجده.بدأت بإبداع القصيدة العامية مع أول ديوان لكِ، لكن سرعان ما تحولت إلى الفصحى، ما الذي حققته لكِ الأخيرة؟العامية عشق وجمال شخصي يحقق المحلية بامتياز، فيها تتلمذت على قصائد فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودي. لكن الفصحى (نداهة) لها جاذبية وسحر لا يقاوم. ألم ينزل الله بها كتابه على الرغم من تعدد لهجات العرب؟ ولقد حققت القصيدة الفصيحة لي في زمن بسيط الكثير، فقد عرفني وطن من الماء إلى الماء، وقدمتني في تجربة مميزة من خلال برنامج «أمير الشعراء»، وحصل ديواني بها «المتمنية» على جائزة كبيرة.
فضاءات
يلمس قارئ شعرك تحليقك في فضاءات رحبة تتنقلين فيها بين موضوعات وأغراض عدة، لكن تبقى اللغة بطلاً جمالياً مطلقاً. ماذا تمثل الكلمة إليكِ؟الكلمة روح... الكلمة ثوب تتزين فيه المعاني... الكلمة وردة تنشر عطر الفن للدنيا. الكلمة هي حياة... لذلك أحرص على اختيار مفردات أعيشها وتعيشني وتمثل ذائقتي، فاللغة بحر في أحشائه الدرر، وعلى الغواص أن يملك الإجابة.حصدت جوائز عدة، كيف أسهمت في منحكِ دفقة لمواصلة الإبداع؟الجوائز على اختلاف أنواعها ليست هدفاً للمبدع الحقيقي، ولكنها إذا جاءت كانت نفساً جديداً وروحاً تدفعه إلى مزيد من التجديد والتجدد، وما حصلت عليه من جوائز، كالجائزة الأولى من الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر عن ديوان «المتمنية» عام 2015، وغيرها كان تكريماً لشعري وشهادة أن شعري يملك القدرة على التنافس مع شعراء من أجيال مختلفة بل والفوز أيضاً. لا يعني هذا أنه يجب على المبدع أن يكتب لجائزة، ولكن عليه أن يكتب إبداعات تستحق، عندئذ ستسعى الجوائز إليه، ولنا في أستاذنا نجيب محفوظ أسوة حسنة، فقد سعت إليه «نوبل» في حين أنه لم يغادر القاهرة لتسلمها.جعبة الإبداع
تكشف الشاعرة هاجر عمر أن في جعبتها ديواناً جديداً يصدر قريباً بعنوان «البيضاء» وآخر بعنوان «الجازية»، فضلاً عن مسرحية شعرية لم تستقر على اسمها بعد... وتختم: «في جعبتي مشروعات إبداعية مختلفة أسعى إلى إنجازها وسترى النور قريباً».