اقتصاد الصين يفقد الزخم ويعمق المخاوف من تباطؤ عالمي

أسهمها الأسوأ في العالم وفقدت 2.3 تريليون دولار من قيمتها خلال 2018

نشر في 01-01-2019
آخر تحديث 01-01-2019 | 00:03
No Image Caption
أنهى مؤشر «شنغهاي المركب» تعاملات الجمعة – آخر جلسات السوق الصيني في 2018، إذ شهد عطلة رسمية أمس واليوم بمناسبة العام الجديد – عند مستوى 2494 نقطة، أي منخفضاً حوالي 25% مقارنة بإغلاق عام 2017، مما يجعله مؤشر الأسهم الرئيسي الأسوأ أداء في العالم.
انكمش نشاط المصانع في الصين في ديسمبر للمرة الأولى في أكثر من عامين، مما يسلط الضوء على المصاعب التي تواجهها بكين، في حين تسعى لإنهاء الحرب التجارية مع واشنطن، والحد من مخاطر تباطؤ اقتصادي أشد في 2019.

ويشير تنامي الضغوط على المصانع إلى استمرار فقد الزخم في الصين، مما يعزز المخاوف من تباطؤ النمو العالمي لاسيما إذا استمر النزاع مع الولايات المتحدة.

وتراجع مؤشر مديري المشتريات الرسمي - الذي يوفر أول نظرة على اقتصاد الصين كل شهر - إلى 49.4 في ديسمبر، لينزل عن مستوى الخمسين نقطة الفاصل بين النمو والانكماش، وفقاً لبيانات المكتب الوطني للإحصاءات أمس.

وهذا أول انكماش منذ يوليو 2016، وأضعف قراءة منذ فبراير 2016، في حين توقع المحللون أن ينزل المؤشر إلى 49.9 من 50.0 في الشهر السابق.

ومن المتوقع أن تتخذ الصين مزيداً من إجراءات دعم الاقتصاد في الأشهر المقبلة، لتضاف إلى مبادرات العام الحالي. وقد يوقد تباطؤ طويل للقطاع الصناعي، الحيوي للوظائف، شرارة خطوات جديدة لتنشيط الطلب المحلي. وتراجع المؤشر الفرعي لمجمل ناتج المصانع إلى 43.3 في ديسمبر من 46.4، مما يشير إلى استمرار الضغوط على أرباح الشركات، وهبط مؤشر للإنتاج الإجمالي إلى 50.8 مسجلاً أدنى مستوياته منذ فبراير، ومقارنة مع 51.9 في الشهر السابق.

وتواصل ضعف طلبيات التوريد الجديدة - وهي مؤشر على النشاط في المستقبل - مما يعزز وجهة النظر بأن أوضاع الشركات في الصين من المرجح أن تشهد مزيداً من التدهور قبل أن تتحسن.

وانكمش مؤشر فرعي لإجمالي الطلبيات الجديدة للمرة الأولى في عام على الأقل، إذ هبط إلى 49.7 وسط استمرار ضعف الطلب في الداخل والخارج.

وانكمشت طلبيات التصدير الجديدة للشهر السابع على التوالي، ونزل مؤشرها الفرعي إلى 46.6 من 47.0. في المقابل، شهد قطاع الخدمات تحسناً متواضعاً، إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات الرسمي بالقطاعات غير التصنيعية إلى 53.8 من 53.4. وتشكل الخدمات أكثر من نصف الاقتصاد الصيني. وتقول بكين، إنها ما زالت تتجه صوب تحقيق هدفها لنمو بنحو 6.5 في المئة، انخفاضاً من 6.9 في المئة في 2017، لكن من المتوقع أن يتباطأ الاقتصاد أكثر في العام القادم.

ويتوقع البنك الدولي تباطؤ النمو إلى 6.2 في المئة في 2019، وهو ما سيظل قوياً بالمعايير العالمية، لكن الأضعف للصين في نحو 30 عاماً.

على صعيد سوق الأسهم، أصبحت الصين صاحبة سوق الأسهم الرئيسي الأسوأ أداءً في العالم خلال 2018، إذ محت حوالي 2.3 تريليون دولار من قيمتها هذا العام.

وأنهى مؤشر «شنغهاي المركب» تعاملات الجمعة – آخر جلسات السوق الصيني في 2018، إذ شهد عطلة رسمية أمس، واليوم أيضاً، بمناسبة العام الجديد – عند مستوى 2494 نقطة، أي منخفضاً حوالي 25 في المئة مقارنة بإغلاق عام 2017، مما يجعله مؤشر الأسهم الرئيسي الأسوأ أداء في العالم.

كما أن أداء «شنغهاي المركب» هو الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية 2008، عندما تراجع بأكثر من 65 في المئة. وانخفضت القطاعات العشرة في المؤشر بصورة كبيرة هذا العام، وكان القطاع الأسوأ أداء تكنولوجيا المعلومات إذ هبط 34 في المئة، بينما الأفضل أداءً هو المرافق الذي انخفض 11 في المئة. وتأثر أداء الأسهم الصينية هذا العام بالحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة، فبعد سلسلة من الرسوم الجمركية المتبادلة من الجانبين على الواردات، توصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الصيني «شي جينبينغ» أوائل ديسمبر في الأرجنتين إلى هدنة مدتها 90 يوماً. كما أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية مثل خفض الاحتياطيات، التي يجب أن تحتفظ بها البنوك كان نجاحها في تهدئة المستثمرين محدوداً.

ولا تزال هناك مخاوف بشأن النمو الصيني، إذ أظهرت بيانات اقتصادية صادرة أمس تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي إلى 49.5 نقطة خلال ديسمبر مقارنة مع 50.0 نقطة في نوفمبر، ليسجل نشاط المصانع أسوأ مستوى منذ فبراير 2016.

back to top