اغتنم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فرصة توجيه تمنياته للفرنسيين أمس، بمناسبة رأس السنة، في محاولة إعادة ولايته الرئاسية إلى مسارها، في حين حاول المحتجون من «السترات الصفراء» إثبات تمسكهم بموقفهم، وتجمعوا في الوقت نفسه على جادة الشانزيليزيه.

وفي هذا الخطاب الذي اختتم به ماكرون عاما شهد انهيار شعبيته، استخدم الرئيس عبارات مثل «هيبة» و«تجمع»، بمواجهة تحدٍ مزدوج يقضي بتهدئة الغضب الشعبي، وإعادة إطلاق برنامجه الإصلاحي.

Ad

وشاهد أكثر من 23 مليون شخص الكلمة التي ألقاها ماكرون في 10 ديسمبر، حين وعد بعشرة مليارات يورو من المساعدات لدعم القدرة الشرائية، استجابة لمطالب المحتجين.

وبينما لم يعلن هذه المرة تدابير جديدة، كان رهان ماكرون في تمنياته لرأس السنة، هو الإقناع بقدرته على الإصغاء أكثر، وإبداء المزيد من التعاطف، بعد العبارات التي صدرت عنه وصدمت قسماً من الرأي العام، مثل كلامه عن «عبور الطريق فقط للعثور على عمل»، و«كمية جنونية من النقود».

وعلَّق غاسبار غانتزر، المستشار الإعلامي للرئيس السابق فرنسوا هولاند، والمقرب من ماكرون، متحدثا أمس، لإذاعة فرانس إنتر، أنه بمواجهة «قلة الشعبية الصعبة هذه من الصعب تخطي الأمر والنهوض من جديد، لكن لا حتمية في السياسة».

من جهتها، رأت المتحدثة باسم حزب الجمهوريين، لورانس ساييه، أنه على الرئيس، أن «يثبت أنه يطوي فعليا صفحة الازدراء والغطرسة والكذب ويغيِّر سياسته».

وهذه التمنيات للأمة، وفق تقليد جمهوري أبقى عليه ماكرون، تمنحه أخيرا فرصة للتحدث عن المستقبل، وإعلان إصلاحاته لعام 2019 التي تبقى في طليعة أولوياته، خصوصا إصلاح نظام التقاعد والوظيفة العامة، كذلك عرض مبادراته الجديدة، بدءا بذلك «النقاش الوطني الكبير» المقرر تنظيمه بين يناير ومارس، والذي تأمل منه السُّلطة التنفيذية أن يخمد غضب «السترات الصفراء».

وتحرَّك قسم من «السترات الصفراء» بالتزامن مع تمنيات الرئاسة، بعد توجيههم دعوة عبر «فيسبوك» إلى تجمع «احتفالي وغير عنيف» على جادة الشانزليزيه، بمناسبة الانتقال إلى السنة الجديدة.

وعمدت السُّلطات إلى تشديد التدابير الأمنية في باريس ومدن كبرى أخرى وجهت فيها هذه الدعوات، لاسيما على جسر أكيتين في بوردو. وفرضت منطقة أمنية حول الشانزليزيه وساحة ليتوال، خصوصا مع المخاوف من وقوع اعتداءات.