بعد 12 يوماً من احتجاجات لم تتوقّف في السودان، وإن تباينت وتيرتها ومدى انتشارها، شهدت العاصمة الخرطوم، أمس، انتشاراً أمنياً كبيراً، لمواجهة مسيرة ثانية إلى القصر الجمهوري للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير.

ووسط ترقب لخطاب البشير بمناسبة عيد استقلال السودان الـ 63، وقعت اشتباكات عنيفة في ميدان جنينة الجندول، وسط الخرطوم، الذي تحوّل إلى شبه ثكنة عسكرية، استخدمت فيها قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لمنع المتظاهرين ضد تردي الأوضاع المعيشية من الدخول إلى الشوارع المؤدية للقصر.

Ad

وأغلقت قوات الأمن منذ الساعات الأولى لصباح أمس، جميع المحال التجارية بالقوة في السوق العربي وسط العاصمة، وتم نشر عشرات الجنود، وارتكزت عربات عسكرية كثيرة قرب جنينة الجندول، مكان تجمُّع المحتجين، كما أُغلق عدد من المصارف الكبرى قبل انتهاء الدوام الرسمي بسبب الاحتجاجات.

ودعا «تجمّع المهنيين»، النقابي المستقل، المواطنين إلى المشاركة في موكب جماهيري، هو الثاني من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد 19 ديسمبر الماضي، في حين أعلنت أحزاب معارضة ومنظمات مدنية دعمها للتحرك.

وفي السياق ذاته، دخل محامون في إضراب عن العمل، أمس، وانضموا إلى الأطباء والصيادلة الذين بدؤوه منذ أيام.

في المقابل، أعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السودان، أمس، إطلاق معظم الموقوفين أثناء التظاهرات الأخيرة، بعد اكتمال الإجراءات الأمنية اللازمة حيالهم.

وأوضح مدير إدارة الإعلام في الجهاز أن «الذين تم إطلاقهم أقروا خلال التحقيقات أن الهالة الإعلامية بالخارج كانت أكبر من الحجم الحقيقي للتظاهرات، وأن بعض الأحزاب السياسية استغلت مهنيين وطلاباً لتحقيق أجندتها الخاصة».

وقبل ساعات من خطاب البشير المرتقب بمناسبة عيد الاستقلال المتزامن مع احتفالات رأس السنة الميلادية 2019، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، رسالتي تهنئة إلى الرئيس السوداني، متمنيَين لـ«حكومة السودان وشعبه التقدم والازدهار».