قدّمت شخصية جديدة في فيلم «مهراجا»، كيف جرت التحضيرات لها؟

Ad

هي شخصية سهلة وغير مركبّة، فلا تحتاج إلى أبحاث كثيرة بل إلى مراقبة المجتمع اللبناني والاستنباط من الرجال النصّابين فيه وما أكثرهم!

تقصد أن شخصيات كثيرة في المجتمع اللبناني مادة درامية دسمة؟

في رأيي، يمكن لأي منتج أو كاتب يسعى إلى إجراء أبحاث عن أطباع اجتماعية تعاني انفصاماً على صعيدي المبادئ والقيم، أن يجد أرضنا خصبة بنماذج مماثلة.

قدّمت سابقاً شخصيات صعبة جداً، تارة قدّيس وطوراً مجرم، فما الذي لفتك إلى هذه الشخصية السهلة؟

حرصت على إظهار أنه يمكن أن يعيش بمحيطنا نصّاب قادر على التأثير في حياة الناس من دون أن ينكشف، بل يبدو إنساناً عادياً في الظاهر فيما هو يحتال على الآخرين وينصب. لهذا السبب كانت هذه الشخصية مثيرة للاهتمام بالنسبة إليّ.

«مسألة وقت»

ما تفاصيل المسلسل الرمضاني اللبناني الكويتي «مسألة وقت»؟

يتميّز هذا المسلسل ببساطة نصّه وحواره الذي يخلو من تعقيدات أو فلسفة. تتمحور القصة حول مجيء أناس كويتيين وسوريين إلى لبنان لأسباب مختلفة، وكيفية اندماجهم في المجتمع اللبناني. إنه نص واقعي ليس كالنصوص الدرامية السائدة بسخافتها وإدعاءاتها بمعالجة مواضيع اجتماعية نفسية معيّنة فيما هي في الواقع سطحية.

مع من تتشارك الثنائية؟

مع الممثلة نتاشا شوفاني.

ينفّذ هذا المسلسل بإنتاجين لبناني وكويتي، كيف تقارن بينهما؟

بعدما شاركت في هذا العمل خجلت من كوني فناناً لبنانياً يعمل في وطنٍ ندّعي فيه أننا سبّاقون عربياً في الفنّ، فيما سبقتنا الدول العربية بحرفيتها وحرصها على الفنّ، فالمحطات الكويتية مثلا ترفض شراء أي عمل درامي ما لم تكشف على فواتير الجهة المنتجة التي تثبت أنها دفعت مستحقات الممثلين وفريق العمل كله. هم محترفون وملتزمون ويعلمون جيّداً أهدافهم. على رغم أن شخصيتي في هذا المسلسل لا ترضيني فنياً، إذ لا تتطلّب تعمّقاً فكرياً معيّناً، فإنني فرح جداً بأجواء التصوير وهذا المشروع الذي أتعاون فيه مع أناس محترفين متخصصين سبّاقين في مجالهم المهني.

احتكار

عبّر بعض الممثلين عن نقمته من احتكار منتجين دراميين له وللإعلاميين، فمن لا يخضع يعيش عاطلاً عن العمل. ما رأيك بذلك؟

لو أردنا تطبيق القانون فعلياً، لأدّت هذه الممارسات الاحتكارية إلى سجن المحتكرين. يسعى المنتجون الذين هم أساساً تجّار، إلى الكسب المادي من خلال بيع المسلسلات الدرامية إلى محطات التلفزة، إنما يتعامل هؤلاء بطريقة مهينة وبمنطق استبعادي مع فريق عملهم بحجة أن ثمة كثيرين ينتظرون فرصة الظهور على الشاشة، فإمّا نرضخ للعرض المقدّم إلينا أو نبقى عاطلين عن العمل. فيضطر ممثلون إلى قبول عروض مادية مهينة ليعملوا. وبالنسبة إلى التقنيين، فإما يقبلون بالبدل المادي المعروض عليهم، وإمّا يستبدلون بهم بشكل غير قانوني، عمّالاً غير لبنانيين يدخلون لبنان برخصة سياحية مؤقتة، فيعملون ببدل مادي رمزي. هؤلاء المنتجون لا يتاجرون بالفنّ بل بكرامات الناس!

توصيفك للواقع الدرامي يدفعك إلى أن تكون نشيطاً أكثر سينمائياً ومسرحياً؟

صحيح. نعلم جميعنا بأن الدراما هي الأقل جودة فنياً مقارنة مع السينما والمسرح. فإذا كانت النصوص مقرفة والإنتاج سيئاً وبدل الأتعاب مهيناً، فلمَ سأتحمّس من أجلها؟ ما دامت الدراما تجارة مخصصة لترفيه الناس، يسعى المنتج من خلالها إلى الاستفادة مادياً، فلم مطلوب منّي التضحية من أجل الفنّ؟

ما تفاصيل فيلم «السبعة وذمتها» (إخراج عبّاس مقداد)؟

إنه مشروع فيلم تخرّج، صُوّر منذ بضعة أعوام سيُعرض قريباً في مهرجانات سينمائية عالمية.

كوميديا

لديك خبرة في التراجيديا والكوميديا، المسرح والتلفزيون والسينما، ماذا اكتسبت من كل منها؟

بداية، لا أقبل سوى المشاريع التي أعلم سلفاً أنها ستُنفّذ بمستوى نوعيّ، بغض النظر ما إذا كانت مشروع مسرح أو تلفزيون أو سينما، تراجيديا أو كوميديا، فأتحضّر من خلال أبحاث معمّقة وأجتهد في سبيلها، لأنني لا أستخفّ أبداً بمسؤولياتي وعملي ولا أولي أهمية للمردود المادي على حساب مستوى أدائي بل على العكس. من جهة أخرى، أسعى إلى مشاريع فنيّة ثقافية تفعّل تفكير الجمهور، ما يرضيني فنيّاً. لأنني إذا استطعت انتزاع الجمهور على مدى ساعتين من واقع حياته المريرة، أكون قد حققت ما أصبو إليه.

هل يمكن للمسرح والسينما تعويضك عن غياب الكوميديا التلفزيونية؟

لا شيء يعوّض في هذا الإطار، لأن الممثل لا يرضى أبداً بل يسعى دائماً إلى المزيد. تعتبر محطات التلفزة أن كلفة حلقة «السيت كوم» يجب أن تعادل نصف كلفة حلقة درامية ذات مستوى متدنٍ وذلك لأن مدّة حلقة الأول نصف ساعة، فيما مدّة الحلقة الدرامية ساعة. منتجو الدراما التلفزيونية، عديمو الثقافة الفنيّة، لا يفهمون كيفية الارتقاء فنياً بالعمل، فهم لو أرادوا يستطيعون من خلال الكلفة المحددة للإنتاج وضع الشخص المناسب بالمكان المناسب وتحقيق نتيجة أفضل، لكنهم يعملون بمنطق تجاري صرف من دون الاكتراث للقيمة الفنيّة ولا للمستوى الفنّي الذي يقدّمون.

هل البرامج الساخرة على المحطات بديل عن «السيت كوم»؟

صحيح، وذلك لأنها توازيها كلفة. توافر هذا النوع من البرامج في دول كثيرة سابقاً لكنه تطوّر هناك فيما لا يزال يتمحور في لبنان حول المواضيع نفسها ومع الأشخاص أنفسهم. برأيي لا يمكن لوم الجمهور على تأييده هذا النوع من البرامج الساخرة السخيفة لأنه إن لم ينتفض من أجل لقمة عيشه وكرامته الوطنية فهل ينتفض من أجل الفن؟

بما تختلف خشبة «الستاند أب كوميدي» عن سواها؟

أعبّر هناك عن وجهة نظري بشكل مباشر وواضح وبحرية أكبر من دون إشراف من أي كان، حيث أطرح الفكرة التي أريد، وبالطريقة التي أراها مناسبة. ويبقى أن يتقبّل الجمهور أفكاري ليأتي إلى مسرحي.

«جنون العالم» وطموح

لاقى برنامج «جنون العلوم» رواجاً كبيراً فهو قدّم ثقافة علمية عامة بإطار ترفيهي، برأيك ما سبب غياب هذا النوع من البرامج؟

حينما قدّمنا هذا البرنامج انفرد على صعيد البرامج العائلية. للأسف، تسعى المحطات إلى تقديم برامج تؤمن أكبر عدد من نسبة المشاهدين، وهذا لا يتحقق سوى ببرامج مبتذلة. أحد لا يكترث للثقافة أو الفنّ أو تقديم برامج معلومات عامة ترفيهية.

أساتذة الأمس، زملاء اليوم، أي طموح تصبو إليه؟

طموحي أن أبقى مصرّاً على العيش في لبنان.

لكنّ هجومك على الإنتاج والمنتجين يرتدّ على مسيرتك الفنية في لبنان؟

أؤكد بذلك على ألا يتصل بي بعض المنتجين الذي يريد أن يدفع لي مقابل يوم التصوير بدل أتعاب كومبارس. سأحرص على أن يكرهني لدرجة ألا يتصل بي مجدداً.

«روح روحي»

يكشف إيلي متري أنه على صعيد تقديم البرامج لا تزال المشاريع قيد الدراسة والكلام، لا شيء جدياً بعد. أما بشأن المشاريع المسرحية، فيقول: «نحضّر باتريسيا نموّر وأنا مسرحية «روح روحي» على أن يكون الافتتاح في 28 يناير الجاري. متحمّس جداً للعمل لأنني أعود بعد أربع سنوات إلى الخشبة».