تشهد الساحة الخليجية انفتاحا على السينما، من حيث الأعمال أو افتتاح دور العرض. واتساقا مع هذا التوجه، اعتبر الكثيرون أن الساحة السينمائية ستشهد رواجا كبيرا وبوتيرة متسارعة، لكن ذلك لم يحدث بشكل كبير، فالساحة السينمائية المحلية تعتمد على محاولات فردية ومبادرة ضخمة من شركة دار اللؤلؤة للإنتاج الفني، التي قدمت أعمالا سينمائية أثرت الساحة، من خلال انتقائها موضوعات تمس قضايا المجتمع، وتسلط الضوء على نماذج كويتية خلدها التاريخ.ومن بين هذه الأعمال فيلم "حبيب الأرض"، الذي تناول حياة الشاعر فايق عبدالجليل، ثم فيلم "سرب الحمام"، الذي ركز على بطولات شهداء الكويت، ويتناول فترة عصيبة عاشتها الكويت؛ حكومة وشعباً، على مدى 7 أشهر، تجلَّت فيها الشخصية الكويتية التي لا تهادن أو تساوم على الانتماء، ويستذكر الشهداء الذين روت دماؤهم تراب الوطن، فكانوا بسواعدهم يجابهون الموت والآلة العسكرية، وبعزيمة الرجال الأشداء يقاومون المحتل، ويرفضون الخضوع، ويتوقون إلى الخلاص من احتلال يجثم على صدورهم.
كما يركز الفيلم على بطولات الصامدين، الذين خلدهم التاريخ، فكان بيت القرين شاهداً على تضحياتهم، لأن كل فرد فيهم كان كالصقر يعيش شامخاً وقوياً، ويأبى أن يقبع في الأسر، ويدافع عن الوطن ببسالة حتى آخر لحظة في حياته.وتمضي شركة اللؤلؤة تحت قيادة الشيخة انتصار الصباح نحو فيلم جديد سيكون بطله الفنان طارق العلي، وسيكون من إنتاج ورؤية الشيخة انتصار العلي، رئيسة ومؤسسة الشركة والفرقة السينمائية الأولى، وفكرة وإخراج رمضان خسروه، المدير التنفيذي للفرقة، وسيناريو وحوار محمد الشمري وعلي الفرحان، وإشراف عام أحمد الأميري.
أفلام خليجية
وعلى صعيد آخر، وخارج الساحة المحلية، شارك نجوم الكويت في بطولة أفلام خليجية، فقد شارك الفنان سعد الفرج في بطولة فيلم "شباب شياب"، الذي تدور أحداثه حول أربعة أصدقاء مسنين تتراوح أعمارهم بين الستين والسبعين، يمضون حياتهم في دار العجزة، ويعيش هؤلاء الأصدقاء على مضض في هذا المكان، ويحاولون إثبات وجودهم، كل وفق طريقته، لأنهم يرفضون هذا الإقصاء المتعمد من ذويهم.ونظرا لذلك، يلقب نزلاء الدار هؤلاء الأصدقاء بالفرسان الأربعة؛ الفارس الأول أبوحسن الملقب بالفلكي (سعد الفرج)، والثاني طلعت أبوفارس الملقب بالعميد (سلوم حداد)، والثالث أبوحمد الملقب بالبلبل (مرعي الحليان)، والرابع الصيدلي (منصور الفيلي)، وكل واحد منهم لديه مشاكل عائلية، بسبب أولادهم الذين تركوهم. ومع مرور الأحداث يبتسم لهم الحظ فجأة، حيث أتتهم فرصة العمر على طبق من ذهب، واقتربت ساعة مغادرة الدار بلا رجعة، عندما يرث العميد أبوفارس 50 مليون درهم إماراتي، لأنه القريب الوحيد لابن أخيه المتوفى في البرازيل، فيسعون لتحقيق الأحلام التي كادوا ينسونها ليخرجوا من هذه الدار، في مغامرة شائقة مليئة بالأحداث الاجتماعية والدرامية الممزوجة بالكوميديا.وتدب بين الأصدقاء روح الشباب من جديد، بقيادة أبوحسن، الذي يسير على مقولة "طنش تعش تنتعش"، حيث يحقق "البلبل" حلمه في الغناء، بمشاركته في برنامج المواهب الغنائية، لكن في النهاية يتوفى أبوحسن، الذي أخفى على أصدقائه أنه لم يتبق أمامه سوى بضعة أيام وفارق الحياة.وقد كانت الطبيبة رقية (الممثلة ليلى عبدالله) فقط على علم بهذا الموضوع، ويعطيها ظرفاً كي تسلمه لأصدقائه، وبعد دفنه يجتمع الأصدقاء الثلاثة مع الممرض (فؤاد علي) والطبيبة رقية، التي تسلمهم الظرف، ويبدأ الصيدلي بقراءة ما كتبه أبوحسن، فيكشف لهم المستور، أن قصة الإرث ليست حقيقية، بل من نسج وتدبير أبوحسن، كي يلتقي العميد أبوفارس ابنه فارس بعد طول فراق.الفيلم السعودي «نجد»
وفي السياق ذاته، شاركت الفنانة حياة الفهد في الفيلم السعودي "نجد"، الذي تدور أحداثه في خمسينيات القرن الماضي، ويرصد تاريخ المملكة. ويشارك في بطولة العمل النجم السعودي ماجد مطرب، في دور خالد، إضافة إلى النجمة زهرة الخرجي، وإبراهيم الحربي، وعلي السبع، ومريم الغامدي، وأغادير السعيد، والنجم المصري مصطفى هريدي، وميساء مغربي، وغيرهم.«ودي أتكلم»
ومن التجارب المهمة سينمائياً فيلم "ودي أتكلم"، للمخرج صادق بهبهاني، الذي بدأ عرضه في ديسمبر الماضي بدور العرض السينمائية بالكويت، ويشارك في بطولته: الفنان خالد البريكي، ليلى عبدالله وعبدالمحسن القفاص، إضافة إلى كوكبة من كبار الفنانين الذين يطلون كضيوف شرف، منهم: جاسم النبهان وجمال الردهان وغيرهما.وشهد العام الماضي أعمالا أخرى ومحاولات جادة من بعض المخرجين الشبان لإثراء الساحة المحلية، لكن ضعف الإمكانات يقف عائقا كبيرا أمام تحقيق أحلامهم السينمائية.