الله بالنور : المشيحْ والمريح ورقَّادْ الضحى واحد
أود أن أعرف عدد الوزراء السابقين، فمنهم مَن أصبح، مع كل الاحترام والتقدير، "حطب دامة"، ينتقلون من منصب إلى آخر، إما كوزير أو كمستشار برتبة وزير، أو مدير مؤسسة... إلخ إلخ، والقليل منهم قد ينزوي ويعتزل المناصب.والتساؤل هنا؛ هل خرج أي وزير أو وزيرة من هذه الدائرة وسرد لنا في كتابٍ تجربته العملية أو السياسية، ليتعرف عليها الآخرون، ولتكون مرجعاً مفيداً للآخرين؟ وماذا كانت طموحاته عندما دخل الوزارة؟ وما الأسباب التي أدت إلى استقالته أو "شيلته" من المنصب؟ ثم ما هي المؤامرات التي حيكت ضده من القريب أو البعيد لإزاحته؟!
نقول ذلك، لأنه ليس من بين هؤلاء الوزراء مَن سطَّر لنا تجربته الوزارية، وليس من بينهم مَن اعترف جزئياً بأنه ليس سوى موظف كبير لدى الدولة مثلاً، وأن الحل والربط لم يكونا بيده حتى داخل وزارته.الكثير من رؤساء الحكومات ووزرائهم في دول أخرى ممن تركوا المنصب أتحفوا مجتمعاتهم بكتب تحكي تجربتهم كوزراء، أو التجارب والأوضاع التي أثرت فيهم وفي مجال عملهم، وهذا مهم جداً من الناحيتين الاجتماعية والتاريخية، لكي يثروا المجتمع بخبرتهم، ولكي يستفيد الآخرون من تجاربهم.فيا حبذا لو قام بعض الوزراء السابقين بتدوين مذكراتهم حول التجارب التي مرَّوا بها، لعل وعسى أن يستفيد منها المجتمع، ولتضيف لتاريخ الكويت، فالتاريخ مدرسة لتطوير الحاضر، فهل سيفعلها أحدٌ منهم يا تُرى، أم أن الأمور ستبقى كما هي عليه سرية للغاية ويطويها الزمن والنسيان؟!أليس من حق المواطنين أن يعرفوا ويستفيدوا من تجارب هؤلاء الوزراء؟ فهناك وزراء أجادوا وأضافوا للمنصب وأنجزوا ولم ينصفهم التاريخ، ومنهم مَن فشل في التجربة، فلا يجوز مساواتهم، كما يقول المثل: "المشيحْ والمريح ورقَّادْ الضحى واحد".