رواية «لحياة غير مكتوبة»... اختلاط المكان بين الواقع والافتراضي

نشر في 03-01-2019
آخر تحديث 03-01-2019 | 00:05
No Image Caption
صدرت عن دار «الرافدين» رواية «لحياة غير مكتوبة» للكاتب العراقي نعيم آل مسافر، يستكمل فيها بحثه في مفهومي الزمان والمكان اللذين بدأهما في روايتيه «كوثاريا» و«أصوات من هناك».
تتكون رواية «لحياة غير مكتوبة» لنعيم آل مسافر من فصول ثلاثة، يتناول كل منها قصة مختلفة وكأنها ثلاث روايات، ولكنها في الواقع ثلاث حيوات مختلفة للشخصيات نفسها، وذلك كله سردٌ بأسلوب كافكوي استثنائي.

في الفصل الأول، يقرأ البطل نفسه رواية «المسخ» وهو مفرط بقراءة الروايات حتى بات يعيشها كحياة واقعية. في الفصل الثاني، يجد البطل نفسه خارجاً من النهر بعدما نجا من الغرق بأعجوبة وقد تحول إلى امرأة ويعيش تداعيات ذلك. في الفصل الثالث، يجد البطل نفسه قروياً صاحب مضيفة ومشيخة قديمة لم يبقَ إلا ذكرها.

في الفصول الثلاثة يعيش البطل اختلاط الواقعي بالافتراضي ويراجع طبيباً نفسياً.

الرواية هي العمل الثالث للكاتب. كان المكان في روايتيه السابقتين هو الإطار والثيمة، المكان الرمزي في «كوثاريا» والمكان المثال في رواية «أصوات من هناك» الذي هو مثال لأمكنة أخرى تتداخل معه في بنيته الواقعية والدلالية، ولكنه في روايته الجديدة استهوته لعبة الأصوات والتداخل بينها، وإن كان قد جربها في روايته السابقة، ليس لإحداث إيهام يتداخل مع المكان كما فعل سابقاً، وإنما مع أفق معرفي، يجعل من القراءة ثيمة لروايته وبوابة لولوج الذات، جاعلاً منها أداة حفر لما تخفيه الكتابة، أو تحاول تزويره، أو تبريره، على أقل تقدير.

ثلاث حيوات هي ثلاث قراءات لتاريخ واحد، اختلفت المداخل إليه، وضاعت مساراتها، عندما تكون الروايات التي وظفت في فصلها الأول وشخصياتها، هي بوصلة عاطلة عن إنقاذ الشخصيات وولوج بوابة الحقيقة، وتكتشف ذاتها المتوحدة، بينما تشير إلى أن ثمة حياة أخرى، خارج تلك المدونات عجزت عن أن تشير إليها، أو ترسو بها في ضفة آمنة.

جوائز وتكريمات

نعيم آل مسافر خريج معهد نفط بغداد. بدأ النشر عام 1988، وتتنوّع كتاباته الأدبية بين الشعر، والقصة، والمقال، والمسرح، والرواية. صدرت له مؤلفات داخل العراق وخارجه. نشر قصصاً ومقالات أدبية واجتماعية في جرائد ومجلات ورقية وإلكترونية، وحصلت على جوائز.

تناول نقاد نتاجاته الأدبية، وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وعضو منتدى الشطرة الإبداعي. نال جوائز في القصة والشعر والمقال الأدبي، وشارك في أمسيات في اتحاد الأدباء، والجامعة، وملتقى الرواية العراقية.

له في الرواية: «كوثاريا» (2014)، و«أصوات من هناك» (2016). حلت الأولى ضمن القائمة القصيرة لجائزة بغداد للرواية عام 2016، وكتب عنها نقاد عراقيون، كذلك صدر عنها كتاب «كوثاريا المدينة والسؤال» عن دار كتابات جديدة للنشر الإلكتروني (2016)، تحرير وتقديم الناقد أمجد نجم الزيدي، جمع فيه دراسات كُتبت عنها وحوارات صحافية أجريت مع الكاتب بشأنها. صدرت طبعة مزيدة ومنقّحة عن دار كتابات جديدة للنشر الإلكتروني (2016). تناولتها مجموعة من الباحثين في الدراسات الأكاديمية في الجامعات العراقية.

قفز في الزمن

حول روايته «كوثاريا» يقول نعيم آل مسافر في لقاء صحافي: «زمن رواية «كوثاريا» يتناول حياة شخصياتها خلال ثلاثة عقود من الزمن، من حرب الثمانينات إلى الحصار الاقتصادي إلى ما بعد 2003، لكنها لم تأت بطريقة السرد الكلاسيكي من البداية إلى الوسط (العقدة) إلى النهاية (الحل)، إنما تبدأ بالمقدمة (الاستهلال)، مقطع من طفولة البطل بعنوان «مردوخ». أجملت فيها فكرة الرواية الرئيسة أو التساؤل الأهم، ثم تبدأ بيوم اختطافه، وتستمر الرواية يتخللها كثير من الاسترجاع والمونولوج الداخلي وغيرهما من تقنيات استخدمتها لرسم خلفيات الشخصيات العائلية والاجتماعية، ودوافعها ونوازعها الخيرة والشريرة، وسبر أغوارها، ومعرفة طريقة تفكيرها، لمحاولة استكشاف كيفية تكوّن هذه النوازع للشخصية والأسباب والظروف السياسية والاجتماعية التي أدت لها».

في روايته الجديدة استهوت نعيم آل مسافر لعبة الأصوات والتداخل بينها وإن كان جربها في روايته السابقة
back to top