بعد أن أثار قراره بتعيين صادق عاملي لاريجاني رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، بعد وفاة آيت الله محمود هاشمي شاهرودي، متجاهلاً مطالب الإصلاحيين والمعتدلين بتعيين رئيس الجمهورية حسن روحاني رئيساً لهذا المجمع، قام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بتعيين حجة الإسلام علي أكبري مساعد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، إمام جمعة مؤقتا لمدينة طهران. وأغضب التعيين التيار الإصلاحي والمعتدل، بعد خسارة فرصة حصول روحاني أو أحد المقربين منه على هذا المنصب الشاغر منذ بضعة أشهر، بسبب استقالة أحمد جنتي، الأمين العام لمجلس صيانة الدستور، بسبب تقدم سنه.
وخامنئي هو إمام جمعة مدينة طهران، إذ تم تنصيبه من قبل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، لكنه يقوم بتعيين عدد من الأشخاص أئمة مؤقتين ينوبون عنه في إقامة الصلاة.وأكد مصدر مقرب من أحمدي نجاد أنه قدم استقالته من مجمع تشخيص مصلحة النظام بعد تعيين لاريجاني رئيسا للمجمع، نظرا للخلافات الشخصية الموجودة بينه وبين عائلة لاريجاني، لكن المرشد لم يقبل الاستقالة، وعين مساعد نجاد كترضية.وقال المصدر إن مجموعة روحاني باتت مقتنعة أن مكتب المرشد بدأ بفتح المجال مجدداً أمام تيار نجاد للعودة إلى الساحة السياسية. وأضاف أن مندوبي المرشد في الجامعات قاموا بدعوة منظرين من تيار نجاد مثل علي أکبر رائفي بور لإلقاء كلمات ينتقدون فيها الحكومة، في وقت تتعرض رموز من التيار الإصلاحي وأنصار روحاني للتضييق.ولفت إلى أن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وهي تحت إشراف مكتب المرشد، بدأت تفسح المجال لأنصار نجاد بالظهور على شاشتها، وانتقاد السياسات الاقتصادية للحكومة.في المقابل، أكد مصدر آخر مقرب من روحاني لـ«الجريدة» أن الإصلاحيين والمعتدلين بدأوا مشاورات موسعة لإقناع خامنئي بالعدول عن قراره بتعيين إبراهيم رئيسي، سادن الحرم الرضوي ومنافس روحاني السابق في الانتخابات الرئاسية، رئيساً للسلطة القضائية.
احتجاجات واعتقالات
ويأتي ذلك، بينما واصلت الأجهزة الأمنية انتشارها بكثافة، بمعاونة «الباسيج» الجامعي في الشوارع المؤدية إلى الجامعات، ومنعت الانتشار داخلها، للحؤول دون نجاح المعارضة باستغلال موضوع سقوط قتلى في حادث انقلاب حافلة داخل حرم جامعة آزاد. من جانب آخر، أعلنت السلطات الإيرانية، أمس الأول، اعتقال من وصفته بـ«سلطان الورق» برفقة مجموعة مكونة من 16 شخصا كانت تقف وراء أزمة شديدة في توفير الورق بالبلاد.وقال رئيس شرطة عاصمة طهران اللواء حسين رحيمي، إن «قيمة الشكوى المرفوعة ضد هذه المجموعة أكثر من 1700 مليار تومان إيراني».وأوضح اللواء رحيمي أن «السلطات الأمنية تتعامل بحزم ضد المفسدين الذين يستهدفون اقتصاد إيران»، منوهاً إلى أن السلطات الأمنية تمضي قدماً، بالتنسيق مع السلطات القضائية في مواجهة «مستهدفي الاقتصاد».وعانت إيران خلال الأشهر القليلة الماضية، أزمة شح بالأوراق، حتى ان بعض الصحف أعلنت عزمها وقف طباعتها إذا استمرت الأزمة.فيما طالب رئيس مجلس الصحافة الإيرانية، محمد تقي روغني، في سبتمبر الماضي، الصحف الورقية بتقليل عدد الصفحات المطبوعة، بسبب أزمة ارتفاع تكلفة إصدارها. وفي سياق متصل، أعلن المدعي العام لمدينة طهران، عباس جعفري دولت آبادي، «إصدار ثلاثة أحكام بالإعدام فيما يتعلق بملفات الفساد الاقتصادي».وقال دولت آبادي: «في الأشهر الستة الماضية، تم استدعاء 1700 شخص في حملة مكافحة الفساد، وتم اعتقال 420 شخصاً منهم»، مشيراً إلى أن «إنشاء شركات اسمية لتلقي العملة الحكومية من العوامل الرئيسية التي أدت إلى اتساع الفساد».قتلى «طالبان»
من جهة أخرى، أكد مسؤولون أمنيون في ولاية فارياب بأفغانستان، أمس، أن مقاتلين إيرانيين من أعضاء حركة «طالبان» و27 آخرين من أعضاء الجماعة قتلوا في اشتباكات شهدتها الولاية. وقال المتحدث باسم فرقة شاهين 209 الأفغانية، حنيف رضائي، إن الإيرانيين هما: «الملا أحمد والملا جند الله»، وكانا عضوين بارزين في «طالبان» في فارياب، وقتلا إثر غارة جوية على منطقة «خواجه سبزبوش» في الولاية.وأضاف رضائي: «تورط الإيرانيون في أحداث أمنية بأفغانستان، فقاموا بتسليح وتمويل الجماعات المخربة، لكن هذه أول مرة نرى فيها إيرانيين يقاتلون في صفوف جماعات إرهابية في أفغانستان».وذكر أن العملية تمت بعد أن قامت الجماعة بقطع طريق فارياب جاوزجان السريع، ومنعت بذلك قافلة لوجستية تابعة للجيش الأفغاني من التحرك.وجاء ذلك، غداة كشفت «طالبان»، تفاصيل جديدة بشأن محادثات أجرتها في طهران مع مسؤولين إيرانيين في الأيام القليلة الماضية، تضمنت إقرار السلام والأمن، وسحب القوات الأجنبية من أفغانستان.وفي مطلع ديسمبر الماضي، أفاد النائب الأفغاني، عبدالصبور خدمت، أن إيران أصبحت ملاذاً آمناً لعناصر طالبان فحين «يتعرضون لضغوط من الحكومة الأفغانية، يغادرون البلاد ويبحثون عن ملجأ لهم في إيران».وأكد خدمت في مقابلة مع موقع «إيران واير» المعارض، أن دعم طهران لـ»طالبان» ليس قضية جديدة، وأن النظام الإيراني يواصل دعم هذه المجموعة الإرهابية ويسلحها «من أجل إذكاء الحرب في أفغانستان»، وكسب أوراق بمواجهة الولايات المتحدة.في موازاة ذلك، اندلعت اشتباكات بين مزارعين وفلاحين بمحافظة أصفهان وقوات الأمن، خلال مسيرة احتجاجية تطالب بتحسين أوضاعهم المعيشية وحل مشكلة انعدام المياه التي أثّرت على زراعتهم.