قوات عسكرية خليجية إلى شمال وشرق سورية بترتيبات أميركية - روسية وموافقة دمشق
في خطوة إضافية تؤشر إلى ذوبان الجليد في العلاقات العربية - السورية، وتحديداً الخليجية، أكدت مصادر دبلوماسية، صحة التسريبات بشأن وجود خطة أميركية، بتنسيق مع روسيا وعدد من الدول العربية، لملء الفراغ بعد انسحاب القوات الأميركية من سورية، مشيرة إلى موافقة دول خليجية على إرسال قوات عسكرية إلى شمال وشرق سورية، في إطار هذه الخطة التي نالت موافقة مبدئية من الأخيرة. بعض الأوساط الأميركية تقول إن السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، صديق الرئيس دونالد ترامب، قد يكون هو أيضاً طرفاً في كشف عدد من الخطط التي جرت مناقشتها بهدوء مع جهات خارجية عربية ستتولى ملء هذا الفراغ في المرحلة المقبلة.غراهام أكد، بعد لقائه ترامب مساء الاثنين الماضي، أن الرئيس أبلغه أموراً كان يجهلها عن سورية، وأنه وافق على تأخير سحب القوات من سورية، والذي قالت معلومات إنه قد يمتد أربعة أشهر، وهي المدة التي ناقشها قادة «البنتاغون» مع ترامب، وتسمح لهم بإنجاز عملية التسليم والتسلم للقوات التي ستحل محل القوات الأميركية.
وتشير الأوساط إلى أن الاتصال الهاتفي، الذي جرى بين ترامب ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، يؤكد جزئياً التسريبات التي تولت مصادر إسرائيلية تعميمها عن وجود هذه الخطة الأميركية.لا بل تؤكد تلك التسريبات التهديدات التي أطلقها رئيس الاستخبارات الجوية الإسرائيلية عن احتمال توسيع الجيش الإسرائيلي عمليات مطاردته للوجود الإيراني حتى داخل العراق.المصادر الإسرائيلية ذكرت أن ضباطاً من الإمارات ومصر قاموا بزيارات تفقدية لمدينة منبج، وعاينوا المواقع الأميركية فيها، وجالوا على مناطق أخرى في شرق الفرات. وإذا تأكدت تلك المعلومات فإن المنطقة متجهة نحو استاتيكو عسكري وسياسي كبير، أشار إليه المسؤول الإسرائيلي أعلاه، عندما تنبأ بتغييرات كبيرة ستشهدها سورية في العام الجديد.صدقية تلك التسريبات يؤكدها، على أي حال، امتناع موسكو عن تغطية محاولات النظام السوري الدخول إلى مدينة منبج، وعدم صدور تعليقات روسية على الأنباء التي تشير إلى احتمال نشر قوات عربية على الحدود السورية ـــ العراقية لقطع الطريق على التمدد الإيراني في المنطقة.روسيا التي تدرك أن قرار الانسحاب الأميركي يصب في مصلحتها ويعطيها اليد الطولى الرئيسية في تقرير مستقبل سورية على الأقل، لا يسوؤها تقليم أظافر إيران، وتحجيم دورها الذي تضخم بشكل بات يتعارض مع مشاريعها الإقليمية في المنطقة أيضاً.أغلب الظن أن روسيا سترعى في المرحلة المقبلة تنسيقاً عربياً، بقيادة مصر، التي يحتفظ رئيسها بعلاقة مميزة مع الأسد، لتطويق تداعيات التمدد التركي ـــ الإيراني، مما يفسر تشديد الوزير الإماراتي أنور قرقاش على ما وصفه بمواجهة تغوّل الدولتين في المنطقة.أوساط أميركية كشفت أيضاً أن الاتصالات الجارية مع تركيا لمنع الصدام مع الأكراد تهدف في الدرجة الأولى إلى إعطاء أنقرة ضمانات حقيقية لأمن حدودها الجنوبية، عبر إجبار الأكراد على الالتزام بشروط التغيير الذي سيجري على الأرض بعد انتشار القوات العربية، وتعهد الولايات المتحدة بتوفير الغطاء الجوي لتلك القوات وفوق المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، الأمر الذي وصفته مصادر كردية بأنه بمنزلة منطقة حظر طيران.لكن، هل يقود هذا السيناريو إلى الحديث عن حل للأزمة السورية؟ أوساط دبلوماسية عربية في واشنطن تقول إن الأمر مرهون برد فعل إيران وسلوكها الميداني، لكنها حذرت من تصريحات قادة طهران بالاستعداد لتشكيل «جبهة مقاومة شاملة» تضم حركة الجهاد الإسلامي في غزة وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية، إذا تعرضت طهران للهجوم، في وقت ترفع تصريحات إسرائيل الأخيرة حول العراق وسورية ولبنان نسبة الأدرينالين في المنطقة.