دوامة وزارة الصحة لا تنتهي، فقد دخلت مرحلة من الضرب تحت الحزام بين البعض لتكميم أفواه من ينتقد أو يرفض سياسات التخبط التي تؤدي عادة إلى تردي الخدمات الصحية، والتي يفترض، وفقاً للميزانية المخصصة والدعم التعزيري لها، أن تكون من أفضل الخدمات، ولكن يبدو أن تغيير الحال من المحال، مادمنا نشاهد طوابير المرضى. فمنطقة الصباح الصحية تعاني الأمرين، فهناك أطباء يدرسون فرص الهجرة إلى الخاص أو الخارج، ومعاملات العلاج بالخارج حدّث ولا حرج، وغيرها من المعاناة للمرضى، وكأن الميزانيات المخصصة والدعم الحكومي والنيابي تذهب أدراج الرياح في ظل عجز المسؤولين عن علاج المشكلة أو تفاديها.
لا ننكر أن لدينا أطباء من أفضل الخبرات في العالم، ولكن هؤلاء أيضا من الضحايا بعد أن أصبح دور بعضهم هامشياً نظراً لسياسة الحرب ضد الكفاءات الرافضة للاعوجاج في العمل، وهذا الوضع المتردي في بعض الخدمات الصحية ساهم أيضاً في فقدان المريض للثقة، والذي أصبح يخاف من التوجه إلى بعض المستشفيات أو المراكز الصحية، خصوصا عند تكرار ما نسمعه من استمرار الأخطاء الطبية. ورغم كل هذه الآهات الصحية فإن سياسة بعض القياديين أو الوزراء الذين تولوا هذه الحقيبة المهمة تعتمد على سياسة التطفيش والتطنيش، لأنه لا هم لهم سوى مصالحهم الخاصة مع شلليتهم من البطانة الفاسدة التي ساهمت بشكل كبير في تدمير الجسد الصحي، وانتشار جميع الأورام فيه من خلال محاربة العناصر الوطنية والكفاءات الصحية.فالفاسدون وُجدوا لتنفيذ مآربهم، وأكبر مشكلة أن كلمتهم مسموعة، فأين الإصلاح الذي تنادي به الحكومة طالما هذه الآفات المدمرة موجودة، وطالما أن عمر الوزير الناجح والصالح في الحكومة قصير لأنه شوكة أمام بعض المتنفذين، وفي هذا الصدد لابد من الإشارة إلى الوزير السابق د. جمال الحربي الذي كرمه الشعب الكويتي، وهي من النوادر للوزراء نظراً لجهوده المميزة طوال توليه حقيبة الصحة، حيث أنجز وعالج واستأصل، وهو أمر عجز عنه العديد من الوزراء الذين كان شعارهم حرف "السين" أي سوف وسنعمل وسنعالج وغيرها، وفي حقيقة الأمر أنها مجرد كلام بكلام. آخر الكلام:الوضع الصحي حاليا يحتاج إلى غرفة عمليات وجراحين متميزين ومتخصصين لاجتثاث الأورام وزمرة الفساد، وهذا الأمر يحتاج إلى تدخل سمو رئيس مجلس الوزراء شخصياً، حتى لا يصبح الوضع على طمام المرحوم.
مقالات - اضافات
شوشرة: «الصحة» بلا صحة
04-01-2019