صورة لها تاريخ : «بوجميل» لعب دوراً أساسياً في شركة المزيني للصيرفة عند تأسيسها

نشر في 04-01-2019
آخر تحديث 04-01-2019 | 00:05
No Image Caption
من الشركات الرائدة في الصرافة في تاريخ الكويت شركة "عبدالعزيز وعلي المزيني"، التي أُسست عام 1942م، وتوسعت بشكل كبير على مرور الزمن، حتى أصبحت إحدى دعائم تجارة الصرافة في الكويت والخليج العربي. هذه الشركة أسسها عبدالعزيز وعلي يوسف المزيني، إلا أن أحد الموظفين الأوائل من الكويتيين، وهو نوح سلطان بورسلي، كان له دور أساسي في نجاحها وتوسعها. وقد انتقل العم نوح "بوجميل" إلى رحمة الله تعالى قبل أسبوع تقريباً، وكان لزاماً عليّ أن أتحدث عنه وعن دوره في شركة المزيني للصيرفة. التقيته بتاريخ 14 ديسمبر 2014م في مكتبه بالشويخ، حيث كانت له تجارة في مجال قطع غيار السيارات وغيرها، وكان يجلس في المكتب كل يوم مبكراً حتى وقت متأخر من حياته. ولد العم نوح في عام 1929 في بيت عائلته بفريج الرومي في الحي الشرقي بجانب مسجد القطامي من الناحية الشمالية، ومقابل بيت حسين بن علي الرومي وبيت عبدالعزيز القطامي من الناحية الشرقية، وبيت العمر المطاوعة من الناحية الغربية. في بداية حياته درس عند الملا عبدالعزيز حمادة، الذي كانت مدرسته في مسجد بن خميس، ثم انتقل إلى مدرسة الملا يوسف حمادة، ودرس أيضاً في مدرسة الملا مرشد فترة من الزمن. التحق بالمدرسة الشرقية مدة أربع سنوات، حيث درس على يد الأستاذ خالد الغربللي، والأستاذ عبدالرحمن الرويح، والأستاذ أحمد السقاف، ثم بدأ العمل في الصباح، وأكمل تعليمه في المساء بالمدرسة المباركية، وتخرج منها عام 1952م في تخصص المحاسبة، الذي كان له أثر بالغ فيما بعد في انخراطه في تجارة الصرافة مع أسرة المزيني. ولا ننسى أنه تعلم اللغة الإنكليزية عند المعلم المشهور "إسرائيل"، وذلك في الفترة المسائية. وقد أخبرني العم نوح أن من معالم فريج الرومي بيت "أم محمد"، وهو بيت كبير كانت تسكنه والدة الشيخ مبارك الصباح استأجره التاجر مساعد الصالح فترة طويلة من الزمن وكان جزءاً منه أول مكتب للبريد في الكويت. كما أبلغني أن التاجر عبدالعزيز العلي المطوع اختاره ليشرف على تربية وتعليم ابنه محمد، وكان راتبه آنذاك 30 روبية، ثم أصبح أميناً على مستودع عبدالعزيز المطوع، الذي كان موقعه في الجزء السفلي من البيت. ونظراً لمهارته الحسابية، فقد اختارته شركة "حمّال باشي" ليعمل محاسباً فيها براتب 40 روبية، وارتفع الراتب مع مرور الأيام والسنوات ليصبح 140 روبية، بعدما تعلم اللغة الإنكليزية. وفي عام 1948، بدأ العمل مع عبدالعزيز وعلي المزيني في شركتهما المعروفة، وساهم بشكل ملموس وواضح في تطوير الشركة وتحقيق نجاحها، لكنه بعد ثلاث سنوات انتقل للعمل مع التاجر فهد سلطان العيسى، إلى أن قرر أن يستقل بتجارته الخاصة، فاشترى محلاً في سوق "المقاصيص" عام 1959، وتخصص في بيع مستلزمات وأدوات البناء. انتقلت تجارته إلى منطقة الشويخ الصناعية عام 1978م، وظل يشرف عليها وينميها ويتابعها كل يوم إلى أن مرض في سنواته الأخيرة، ثم توفاه الله تعالى. له من الأبناء جميل، وفوزي، وسلطان، وعدد من البنات. رحمه الله تعالى رحمة واسعة، فقد كان رجلاً عصامياً وتاجراً أميناً وإنساناً متواضعاً ومثالاً لأبناء الكويت في العمل الجاد والمخلص.

back to top