التعريفات الجمركية سلاح حرب تجارية خفضت توقعات معدلات النمو الاقتصادي العالمي
الغلبة متوقعة للأداء السلبي في أسواق المال العالمية مع نهاية عام 2019
تناول تقرير "الشال" أداء مجموعة من الأسواق المالية المنتقاة، ورأى أن أداء شهر ديسمبر الماضي كان سالباً لمعظم أسواق العينة، إذ حقق فيه 11 سوقاً من أصل 14 خسائر، في حين حققت 3 أسواق أداءً موجباً طفيفاً، وكانت نتيجة ذلك الأداء، تحتفاظ 6 أسواق بموقعها في المنطقة الموجبة من زاوية أدائها منذ بداية العام، مما يوحي بأن معظم الأسواق الأخرى أو 8 أسواق لم تتعاف كلياً بعد أداء شهر نوفمبر السلبي الذي حققت فيه معظم الأسواق خسائر. ووفق "الشال"، ومع نهاية شهر ديسمبر، "انتهى عام 2018، ونتج عن أداء العام أن هناك ميل واضح لغلبة الأداء السلبي، وكان ذلك في حدود توقعاتنا خلال العام الفائت".في التفاصيل، أكبر الخاسرين خلال عام 2018 كان سوق دبي الذي فقد مؤشره نحو -24.9 في المئة مقارنة بنهاية عام 2017، ليقبع في قاع قائمة الأسواق الخاسرة. ثاني أكبر الخاسرين كان السوق الصيني، الذي فقد مؤشره نحو -24.6 في المئة مقارنة مع مكاسب لمؤشره بنحو 6.6 في المئة في نهاية عام 2017.
وثالث أكبر الخاسرين كان السوق الألماني بخسائر بحدود -18.3 في المئة مقابل مكاسب بنحو 12.5 في المئة في نهاية عام 2017 تلاه سوق مسقط بخسائر بنحو -15.2%، فالسوق البريطاني بنحو -12.5 في المئة، ثم السوق الياباني بنحو -12.1 في المئة، والفرنسي -11 في المئة ثم الأميركي بنحو -5.6 في المئة.أكبر الرابحين في عام 2018 كان السوق القطري الذي أضاف مؤشره نحو 20.8 في المئة مغايراً تماماً لأدائه في نهاية عام 2017 حينما احتل المرتبة الأخيرة من أسواق العينة آنذاك وبخسائر بحدود -18.3 في المئة، وثاني أكبر الرابحين كان سوق أبوظبي بمكاسب بنحو 11.7 في المئة، مقارنة بخسائر بنحو -3.3 في المئة في نهاية عام 2017، وثالث أكبر الرابحين كانت بورصة الكويت بمكاسب بنحو 10.9 في المئة وفقاً لمؤشر الشال. وارتفعت مكاسب السوق السعودي من نحو 0.2 في المئة في نهاية عام 2017 إلى مكاسب بنحو 8.3 في المئة ليحتل المرتبة الرابعة من قائمة الرابحين منذ بداية العام. وانتقل السوق الهندي من أعلى قائمة الرابحين في نهاية عام 2017 بمكاسب بحدود 27.9 في المئة، إلى المركز الخامس في تلك القائمة بمكاسب بنحو 5.9 في المئة، وأقل الرابحين كان السوق البحريني الذي حقق مكاسب طفيفة بحدود 0.4 في المئة.ونتوقع لأداء عام 2019 تذبذباً حاداً، فالشعبوية الصاعدة في كثير من دول استبدلت انفتاح بداية الألفية فيما بينها، بتفكك وتباعد وحتى ضمن بعض دولها، في حين شكل جدار التعريفات الجمركية سلاح حرب تجارية أدت بدورها إلى توقعات هبوط في معدلات النمو الاقتصادي العالمي. وما لم يتدارك العالم تداعيات التفكك وتلك الحرب مبكراً، فمن المتوقع أن تكون الغلبة للأداء السلبي لأسواقه مع نهاية عام 2019، والعكس صحيح، إن تم تدارك ذلك التفكك كما توحي مؤشرات اجتماعات الأرجنتين بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، وما يمكن أن تسفر عنه إرهاصات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إن خرجت باتفاق أو حتى إن استمرت عضواً فيه، فقد تكون حصيلة الأداء إيجابية.