«الله محبة»... معرض أثري بمناسبة أعياد الميلاد
• ينظّمه متحف النسيج المصري ويتضمَّن مقتنيات من «جبانة البجوات»
بعنوان «الله محبة»، ينظِّم متحف النسيج المصري الواقع في شارع المعز لدين الله الفاطمي، أحد أشهر الشوارع التاريخية في مصر، معرضاً عن نسيج «جبانة البجوات» الموجودة في واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد (جنوب غرب القاهرة)، وذلك في إطار الاحتفالات التي ينظمها قطاع المتاحف المصرية بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة.
حظي معرض «الله محبة» بإقبال جماهيري كبير، خصوصاً من الأقباط، افتتحه مدير عام متحف النسيج أشرف أبواليزيد، في حضور الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد الأنبا مارتيروس، وأستاذ تاريخ الكنيسة وعضو جمعية الآثار القبطية القمص يوسف الحومي، وعدد كبير من محبي الآثار والتاريخ، ومدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية لؤي سعيد.قال أشرف أبو اليزيد إن عدداً من الفعاليات تُقام على هامش المعرض، من بينها محاضرات وندوات متخصصة عن الفن القبطي، بالإضافة إلى ورش فنية وتعليمية للأطفال، وجولات خاصة للزائرين، وعرض فيلم عن مقابر البجوات، ومعرض لكتب الآثار المتخصصة من إصدارات وزارة الآثار المصرية.وأوضحت رئيسة قطاع المتاحف إلهام صلاح، أن المعرض يستمر حتى نهاية مارس المقبل، ويضم عدداً من قطع النسيج الفريدة التي عُثر عليها في مقابر «جبانة البجوات»، من بينها خمس قطع تعرض لأول مرة، وهي تظهر تأثر الفن المسيحي الوليد بالفن المصري القديم في البداية، ثم اتخاذه ملامحه الخاصة من البساطة ورمزية الزخارف وغيرها بعد ذلك.
وتابعت: «يحمل المعرض رسالة مهمة تؤكد أن مصر شهدت كثيراً من المراحل التاريخية المختلفة، التي تعبر عن تواصل واستمرارية عطاء الإنسان المصري على مر العصور».
أهم 5 قطع معروضة
• غطاء رأس لصبي مصنوع من نسيج الكتان ومُزين بعلامة «عنخ» الهيروغليفية، رمز الحياة في مصر، بخيوط من الصوف الأحمر والأزرق، وربما استخدمت هذه العلامة هنا لقرب الشبه بينها وبين الصليب، وذلك في البدايات خوفاً من الاضطهاد في القرن الرابع الميلادي. • رداء فضفاض وُجد على مومياء لسيدة، مزخرف بشرائط طولية من الصوف مصبوغة باللون الأزرق، ونسجت بطريقة القباطي المعروفة. وأغلب الظن أن مثل هذه الأردية كانت توضع حول مومياء المتوفي، أي ذات غرض جنائزي.• جزء من منسوجة من قماش الكتان، يرجح أنها شال ينتهي بشراشيب وشريط من خيوط السداة الحرة، تعلوه وحدتان زخرفيتان مستديرتان من الصوف الأرجواني اللون.• وشاح من نسيج الكتان مطرز بأشرطة من الطرفين بخيوط من الصوف أرجوانية اللون، يعلوها شريط منسوج من النسيج الوبري، والقطعة تنتهي بشراشيب من الجانبين.• وشاح من نسيج الكتان السادة ينتهي بشراشيب وشريط من السداة الحرة كعنصر زخرفي، وزين الوشاح بعلامة «عنخ» الهيروعليفية رمز الحياة، مطموسة بعض الشيء وفي داخلها صليب من النسيج الوبري، وكلاهما يعبر عن التلاحم بين الموروث القديم والعقيدة الجديدة.«جبانة البجوات»تضم 263 كنيسة مزخرفة
جبانة البجوات إحدى الجبانات المسيحية المبكرة التي تعود بداياتها إلى القرن الثاني الميلادي، حينها فرّ إليها كثير من المسيحيين هرباً من اضطهاد الرومان والبيزنطيين، ويرجع اسمها إلى الطراز المعماري الذي شُيدت به، والذي اتخذ شكل القبوات (جمع قبو)، وهو الشكل الذي بُنيت عليه مقابر الجبانة، إذ تعلوها قباب مبنية من الطوب اللبن، وترجع إلى أوائل العصر المسيحي.وتحتوي الجبانة على 263 هيكلاً أو كنيسة أكثرها مزخرف من الخارج، ويغلب عليها الطراز البيزنطي، وقبتها مزينة بمناظر وزخارف هندسية الشكل أو أشكال طبيعية نباتية أو حيوانية، بينما البعض الآخر من الكنائس مزين بأشكال مستمدة من قصص من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، والكنائس مبنية بالطوب اللبن بمختلف الأحجام والأنماط الهندسية. كذلك اختلفت زخارفها باختلاف أسلوب البناء ومدى ثراء أصحابها في الإنفاق عليها.
الافتتاح شهد إقبالاً كبيراً من الأقباط ومحبي الآثار والتاريخ