مبعوث أميركي جديد للتحالف... ولا جدول للانسحاب من سورية
● بومبيو وبولتون ودانفورد إلى المنطقة
● الأسد يدرس مبادرة كردية
● «النصرة» تنتزع مركز ثقل حلفاء تركيا
بعد استقالة بريت مكغورك من مهامّه كموفد خاصّ للولايات المتّحدة لدى التحالف الدولي، فإنّ هذا المنصب سيتولاه الآن جيمس جيفري، الذي يشغل أيضاً منصب المبعوث الأميركي إلى سورية.
قبل إرسالها كبار مسؤوليها إلى المنطقة لطمأنة الحلفاء على التزاماتها نحوهم، أسندت الإدارة الأميركية مهام الموفد الخاصّ لدى التحالف الدولي إلى جيمس جيفري مبعوثها إلى سورية، ونفت وجود جدول زمني للانسحاب العسكري من سورية.ووفق المتحدّث باسم وزارة الخارجية روبرت بالادينو، فإنّ جيفري سيتولّى المنصبَين وسيقوم بالتالي بـ«قيادة وتنسيق جهود وزارة الخارجيّة لتنفيذ إعلان الرئيس دونالد ترامب عن انسحاب مسؤول من سورية، بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا، من دون الإضرار بأهداف الولايات المتحدة، بما في ذلك الهزيمة الدائمة لداعش».وفور إعلان ترامب المفاجئ عن سحب نحو ألفي جندي أميركي أغلبيّتهم قوّات خاصّة، استقال وزير الدفاع جيمس ماتيس وتبعه الموفد الخاصّ للتحالف الدولي بريت مكغورك، الذي عيّنه الرئيس السابق باراك أوباما، وقدم استقالته في 21 ديسمبر وأصبحت سارية في 31 ديسمبر.
وبهدف طمأنة الحلفاء المنخرطين في التحالف، قالت وزارة الخارجيّة إنّه «ليس هناك من جدول زمني» للانسحاب العسكري الذي سيكون «منسّقًا جدًا»، وذلك من أجل «عدم ترك فجوات يمكن أن يستغلّها الإرهابيّون».ووسط مخاوف من تداعيات قرار ترامب، يقوم وزير الخارجية مايك بومبيو بجولة خارجية، الأسبوع المقبل، تشمل ثماني دول عربية بالشرق الأوسط، هي الكويت والسعودية وعُمان والأردن ومصر والبحرين والإمارات وقطر، لطمأنة الحلفاء على التزام واشنطن إزاء المنطقة.واستهل مستشار الأمن القومي جون بولتون أمس الأول زيارة أخرى تشمل إسرائيل وتركيا، بتحذير دمشق من أن تعتبر الانسحاب الأميركي دعوة لاستخدام الأسلحة الكيماوية مجدداً.وقبل زيارة مرتقبة لتركيا ينضم إليه فيها رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد جيفري لبحث موضوع سحب القوات الأميركية من سورية، قال بولتون، للصحافيين على طائرة تقله إلى تل أبيب: «ليس هناك تغير على الإطلاق في موقف الولايات المتحدة، وأي استخدام من النظام السوري لأسلحة كيماوية سيقابل برد قوي جدا، كما فعلنا في مرتين سابقتين»، مضيفاً: «لذلك على النظام... نظام الأسد، ألا تكون لديه أي أوهام بشأن هذا الأمر».وأضاف بولتون «فيما نخوض في تفاصيل كيفية تنفيذ الانسحاب وملابساته لا نريد أن يرى نظام الأسد أن ما نفعله يمثل أي تخفيف لموقفنا المعارض لاستخدام أسلحة الدمار الشامل».
جدول زمني
وأكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية عدم وجود جدول زمني لسحب القوات، لكن لا خطط للبقاء إلى أجل غير مسمى، موضحاً أن الانسحاب قد يستغرق عدة أشهر، مما يمنح قوات سورية الديمقراطية (قسد) الوقت لتوجيه ضربات نهائية لـ «داعش».وإذ نفى المسؤول وجود خطط الآن لتسهيل ذهاب قوات عربية إلى سورية، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) شون روبرتسون أن «قسد» مازالت تستعيد أراضي من التنظيم في سورية، وسيطرت على بلدة الكشمة في الثاني من يناير بعدما سيطرت على بلدة هجين في 25 ديسمبر، مبيناً أن واشنطن تدعمها بالدعم الجوي ونيران المدفعية في وسط وادي نهر الفرات.وفي بيان منفصل، قال التحالف الدولي إنه نفذ 469 ضربة في سورية في الفترة بين 16 و29 ديسمبر، دمرت قرابة 300 موقع قتالي، وأكثر من 150 منطقة لتحضير الهجمات، وعددا من طرق الإمداد، ومنشآت لتخزين زيوت التشحيم ومعدات.تحرك كردي
وفي إطار تغيير الاستراتيجية الكردية، منذ قرار ترامب، قال مسؤول كردي بارز إن زعماء أكراد سورية يسعون إلى اتفاق سياسي مع حكومة الرئيس بشار الأسد، بوساطة روسية، بغض النظر عن خطط الولايات المتحدة للانسحاب من منطقتهم.وقال بدران جيا كرد إن الإدارة الذاتية، التي تسيطر على معظم شمال سورية، عرضت خريطة طريق لاتفاق مع الأسد باجتماعات في الآونة الأخيرة، في روسيا، وتنتظر رد موسكو، مشيراً إلى أن الأهداف الرئيسية هي حماية الحدود من تركيا، وإيجاد وسيلة لدمج الكيانات الحاكمة في شمال سورية في الدستور، وضمان التوزيع العادل للموارد في الشمال والشرق. وقال جيا كرد: «الكرة الآن في ملعب روسيا ودمشق»، مضيفاً: «على هذه الأسس يمكن التفاوض والبدء بالحوار في هذه المرحلة».تقدم «النصرة»
وبعد معارك استمرت أربعة أيّام وأدّت إلى مقتل أكثر من مئة مقاتل في مركز ثقل الفصائل الموالية لتركيا، أفاد المرصد السوري بأنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) سيطرت على مناطق حركة نور الدين الزنكي في القطاع الغربي من ريف حلب.وأضاف المرصد أن الهيئة سيطرت على أكثر من 20 بلدة وقرية كانت خاضعة لسيطرة فصائل أخرى مدعومة من تركيا. وتقع المناطق في محافظة إدلب، آخر معقل لمسلّحي المعارضة والجهاديّين الذين يُقاتلون النظام، وفي محافظتي حماة وحلب المجاورتين. ووسط أنباء عن أسر قائد حركة نور الدين الزنكي توفيق شهاب، دخل الجيش الوطني الموالي لأنقرة، على خط المواجهات مع «النصرة» واتهمها بالسعي للقضاء على فصائل «درع الفرات» وإنهاء وجودها في المناطق المحررة على يديها والتفرد بالمنطقة، في الوقت الذي تستعد قوات درع الفرات للمعارك مع المجموعات الانفصالية في ريف حلب وشمال سورية.من جهة ثانية، أشار المرصد إلى أنّ غارات جوّية شنّتها روسيا، حليفة النظام، واستهدفت غرب محافظة حلب في وقت متأخّر، أمس الأول، قد أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين في مدينة دارة عزة. وهذه الغارات هي الأولى من نوعها على غرب محافظة حلب، منذ الاتفاق في سبتمبر بين روسيا وتركيا لإقامة المنطقة المنزوعة السلاح، لتجنب هجوم للقوات الحكومية السورية على إدلب.
غارات روسية على دارة عزة... و469 ضربة أميركية في 13 يوماً